30-01-2024 09:38 AM
بقلم : علي سلامة الخالدي
في 30كانون الثاني 1962م، زفّ الملك الحسين طيّب الله ثراه خبر ميلاد نجله عبد الله وقال: (لقد كانَ من الباري جلَّ وعلا ومن فضلهِ عليَّ وهو الرحمن الرحيم أن وهبني عبد الله ومثلما نذرتُ نفسي من البداية لعزّة هذه الأسرة ومجد تلك الأمة فإنني نذرتُ عبدالله لأسرته الكبيرة ووهبتُ حياتهُ لأمته المجيدة).
تعلّم الأمير عبدالله في عمان ومن ثم في بريطانيا والتحق بكلية ساندهيرست العسكرية العريقة، وتخرج منها برتبه ملازم، ثم خدم في اللواء المدرع الأربعين حتى عام 93، عندها عُيِّنَ قائداً للقوات الخاصة الملكية الأردنية، في القوات الخاصة أثبت أنَّه يمتلك قدرةً فطريةً على القيادة، وموهبة خاصة في قوة التأثير، بحيث ينقاد له الجميع برغبة، هنا لمع نجمه، وسطع ذكره، وذاع صيته، وصار اسمه يتلى في المحافل، فهو قرة عين والده، وساعده الأيمن، والجدار الصلب الذي يتكئ عليه، أراده أن ينبت في القوات الخاصة كشجرةٍ بريةٍ أصلبُ عوداً وأقوى مكسِراً وأكثر مقاومةً لعوامل الطبيعةِ تحورت أوراقها الى شوك، نجح في تأسيس وتشكيل العمليات الخاصة، بحجم فرقة خاصة، أصبحت احتياطاً استراتيجياً متحركاً، وقوةً ضاربةً لحفظ الأمن الداخليّ، ومواجهة التهديدات الخارجية، وباتت العمليات الخاصة ذُخراً لكواره الدهر، أمضى سحابة عمره في الجيش متحرفاً لقتال أو متحيزاً لفئة.
جلالة الملك يأخذ بعين الاعتبار المصالح الوطنية العليا للدولة، والثوابت القومية، يحملُ رسالة أمّة تفوق حجم الدولة، كقائدٍ هاشميٍّ يمتلك شرعيةً دينيةً وتاريخيةً وسياسيةً، يحظى باحترام العالم وثقة المجتمع الدوليّ، جعل من الأردنّ بلداً حيوياً يلعبُ دوراً محورياً لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، حافظ على بلده كقلعةٍ حصينةٍ، عصية على الاختراق.
رسم الاستراتيجية الوطنية للمئوية الثانية لضمان مستقبل الأجيال، ذكر في إحدى خطابات العرش ما يلي: (إنّ التحديث الشامل بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية، يُشكّل بكل جوانبه مشروعاً وطنياً كبيراً، مؤكداً أنّه يجب ان تدور حوله كلّ الأهداف الوطنية، وتُسخّر الجهود والموارد لتحقيقه، وإنّ على مؤسسات الدولة أن تتبنى مفهوماً جديداً للإنجاز الوطنيّ يلمس نتائجه المواطنون، ولن نقبل بالتراجع أو التردد في تنفيذ هذه الأهداف).
جلالة الملك يتعاطف مع رفاق السلاح، يحظون برعاية ملكية سامية، يبسط لهم وجهه، يخفض لهم جناحه، ينظر إليهم نظرة إكرامٍ وإجلال، يراعي مشاعرهم، ويحفظ ودّهم، بمناسبة عيد ميلاده الثاني والستين نرفعُ لمقامه السامي آيات التبريك وتلهجُ ألسنتنا بالدعاء أن يحفظ الله جلالته ذخراً للوطن والمواطن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-01-2024 09:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |