01-02-2024 03:56 PM
بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
مفردة صارت تتردد نشازا على اللسان صبحا مساء، فُرضت على الأذن العربية الأبية.
كيف لا فأرضهم مسلوبة من دولة إحتلال آثمة جانية عليها.
التطبيع بالأصل يقصد به جعل العلاقة طبيعية بين طرفين كما كانت أصلا، بعد فترة انقطاع بينهما، سادها حالة توتر وقطيعة والعودة بهاإلى طبيعتها الأولى.
وقد أُدخل التطبيع كمصطلح إلى عالم السياسة ككلمة حق يُرادُ بها باطل لتلميع السفيه، وتجميل القبيح وقلب الباطل إلى حق.
فدخلت تاريخنا المعاصر بعد زيارة انور السادات المشؤومة دولة الإحتلال(١٩٧٧)، ثم تلتها اتفاقية أوسلو بين ياسر عرفات والكيان الصهيوني مما رسّخ وجوده في فلسطين الحبيبة.
وقد تم تسويق هذا المصطلح بصورة مغرية مما أغرى بعض الدول العربية ممن لا حدود لها مع هذا الكيان الغاصب لإقامة علاقات معه،كأنه دولة جارة وصديقة،لم تغتصب أرضا ولم تشرد شعبا.
فالتطبيع هو إعادة الحال إلى حالته الطبيعية كما كانت بين طرفين منذ الأزل،كما هو الحال بين أخوة أو جيران،أو بين دول متجاورة بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين.
فمثلا فإن ليبيا جارة لتشاد منذ الأزل،فالطبيعي أن يكون حسن الجوار سائدا بينهما،وإن ساءت العلاقات بينهما تجري عملية التطبيع للعودة إلى ما كان بينهما من علاقات حسنة.
لكن أي تطبيع يتبناه رجال السياسة ما بين دولة محتلة لم يكن لها وجود على الأرض، دولة دخيلة لا وجود لها أصلا، فالأرض التي تحتلها تعرف دُوَليا بإسم فلسطين، فأين هي الأرض التي تعرف بإسم إسرائيل تاريخيا وجغرافيا؟؟؟
وأي تطبيع ما بين عدوين ولم يكن بينهما في يوم ما علاقات طبيعية ولا طيبة؟؟
فما يجري من تطبيع ما بين دولة الإحتلال وبعض الدول العربية إن هو إلا وَهْمٌ وباطل، وعمرها ما ح تكون الحيَّة خَيَّة.
د. عبدالكريم الشطناوي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-02-2024 03:56 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |