07-02-2024 10:09 AM
سرايا - صهيب أبو شقرة - تتوالى الدول الغربية في سحب الدعم والتمويل عن وكالة الغوث "أونروا" وذلك بعد مزاعم الاحتلال وترويجهم بأن 12 موظفًا من العاملين في وكالة الغوث شاركوا المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر بعملية طوفان الأقصى حينما دكت مستوطنات الغلاف وقتل الآف المستوطنين.
تلك الرواية الصهيونية صدّقت من الحليفة أمريكا أولًا لتقوم بسحب تمويلها مؤقتًا عن وكالة الغوث وبعدها جاء دور بقية الدول الأوروبية الكبرى التي تدور بفلك أمريكا على غرار بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وغيرهم العديد من الدول حول العالم في مختلف القارات.
وزير الاقتصاد الأسبق منذر الشرع قال لسرايا، إن وكالة الغوث "أونروا" انشئت مباشرة بعد حرب 1948 على شكل جمعية تراعي شؤون اللاجئين الفلسطينين وتحولت بعدها بعام أي في سنة 1949 الى مسمى "وكالة" وسميت بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الاجئين.
وأضاف الشرع في تصريحات لسرايا، الإثنين، بأن وكالة الغوث أونروا أسست على قرارات ومواد قانونية تصفّ بمصلحة الشعب الفلسطيني وتنصر حق عودتهم الى بلادهم، لافتًا الى ان مادة 11 من القرار 194 التي استند لها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 هو الذي بموجبه أنشئت الوكالة.
المادة رقم 11من قرار 194 التابع لوكالة الأمم المتحدة
"وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".
وتابع الشرع، الإحتلال الصهيوني سعى عدة مرات الى تشويه صورة الأونروا وإنهائها بسبب استنادها الى القرار 194، ذاك القرار الذي شكل الرعب الكبير للاحتلال الصهيوني.
وزاد، استمرار سحب الدعم عن وكالة أونروا أمر كارثي وسيؤثر حتمًا على كثير من الدول العربية على رأسها الأردن، لاسيما وأن الوكالة تقدم 54% من خدماتها الهائلة لبرامج التعليم كما وتقدم 18% لبرامج الصحة وغيرها من الخدمات الاجتماعية كـ إعطاء القروض للمشاريع الصغيرة.
وندد الشرع، باتهامات وزعم الإحتلال الصهيوني بحق وكالة أونروا حول مشاركة موظفيها بعملية طوفان الأقصى، واصفًا تلك الاتهامات بأنها تلقى جزافًا ولا أساس لها لحين اثباتها من جهات قضائية مستقلة.
وعلى خلفية المزاعم فأشار الشرع الى أن " هنالك تناهي في مزاعم الاحتلال وأونروا فصلت الموظفين المزعوم مشاركتهم بعملية طوفان الأقصى بغير وجه حق والغريب في الأمر انهم متهمين ولم تثبت إدانتهم" طارحًا سؤالًا يقول فيه: لماذا لم تعلّق أمريكا مساعداتها للاحتلال بعد قرار محكمة العدل الدولية الذي وجهت فيه اتهاما بأن في أرض غزة إبادة جماعية وطلبت العمل بالاجراءات الوقائية، واصفًا بأن قرار المحكمة يشبه القرار الصهيوني الذي زعم بمشاركة 12 موظف في بداية الحرب، ولكن لا يتم التعامل معه بنفس السوية.
ونوه، بأن وكالة الغوث تقدم الدعم والحماية لحوالي 5.6 مليون لاجئ فلسطيني منتشر في العديد من المدن حول العالم، منهم 2 مليون في الأردن فقط.
وحذر الشرع في ختام تصريحاته من خطر تقليص الدعم لوكالة الغوث سواء من أمريكا أو الدول التي تسير في ركابها، فأمريكا لوحدها تدعم الوكالة بـ 300 مليون دولار بشكل سنوي، فإن توقف هذا الدعم سيترتب تفاقمات خطيرة جدا وستحل معاناة في الخدمات الصحية والتعليمية خاصة داخل بلاد الشام.