07-02-2024 01:53 AM
سرايا - ما بين مد وجزر، تتأرجح أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي صعودا ونزولا محدثة حالة من الإرباك للمزارعين الذين يحاولون الخروج من الموسم دون خسائر.
انخفاض أسعار البيع في الأسابيع الماضية دفع عددا من المزارعين إلى إنهاء محاصيلهم وإهمالها لتفادي تحمل كلف باهظة للحفاظ على المزروعات، خاصة من ازدياد الإصابة بالآفات الزراعية نتيجة تقلبات الطقس، إلا أنهم أصيبوا بصدمة مع عودة ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية الأيام الماضية.
وبحسب مزارعين، فإن عدم استقرار الأسعار بعثر حسابات الموسم ودفعهم لإعادة النظر بخططهم للفترة المقبلة كرعاية المحاصيل وتوفير المتطلبات اللازمة لذلك من مبيدات وأسمدة، مؤكدين أن البعض قام فعلا باقتلاع الأشتال مع تدني الأسعار إلى ما دون الكلفة وزراعة أصناف جديدة على أمل اللحاق بالموسم، إلا أنهم فوجئوا بارتفاعها بشكل مضاعف خلال فترة وجيزة.
ويبين المزارع محمود محمد أن اعتدال درجات الحرارة خلال أربعينية الشتاء أدى في كثير من الأحيان إلى ارتفاع العرض مقابل الطلب، تبعه انخفاض اسعار البيع إلى ما دون الكلف، مشيرا إلى أن تدني درجات الحرارة خلال الأسبوعين الماضي والحالي تسبب بانخفاض الإنتاج بشكل كبير لترتفع أسعار البيع بأضعاف ما كانت عليه.
ويؤكد أن تأرجع أسعار البيع ما بين انخفاض وارتفاع أدخل المزارع في متاهة فأصبح لا يدري ما يفعل، قائلا، "استمرار العمل في ظل انخفاض الأسعار على أمل أن تتحسن يعد مجازفة قد تكلفه كثيرا، أما إنهاء محصوله لتفادي الخسارة قد يضعه في موقف أقل مجازفة إذا ما ارتفعت الأسعار كما حصل مع بعض المزارعين.
ويلفت المزارع فيصل النعيمات إلى أن عوامل الطقس وحركة التصدير أثرا كثيرا على الأسعار التي تتأرجح بين الحين والآخر ما بين ارتفاع وانخفاض.
ويؤكد أن تقلبات الطقس خلال الفترة الماضية تسبب بظهور الكثير من الآفات الزراعية التي أنهكت المزارعين ماديا ومعنويا ما دفع البعض إلى إهمال المحصول للتقليل من الكلف الباهظة الأمر الذي تسبب بتراجع الإنتاج كما ونوعا، موضحا أن النهوض بالمحصول من جديد سيكلف المزارعين مبالغ طائلة سواء لمكافحة الآفات الزراعية أو توفير الأسمدة والرعاية اللازمة للحصول على إنتاج أفضل.
ويرى النعيمات أن غالبية الأصناف تشهد تذبذبا بأسعار البيع، فتارة تباع بسعر جيد وفي اليوم التالي تنخفض بأضعاف السعر ،الأمر الذي يؤدي إلى خسائر كبيرة للمزارع، مؤكدا أن استمرار حالة عدم الاستقرار ستؤدي إلى إنتهاء الموسم بشكل أبكر من المعتاد عليه في المواسم الماضية.
ويشير رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن الأسواق المركزية شهدت خلال الفترة الماضة حالة من عدم الاستقرار في أسعار بيع المنتوجات الزراعية، والتي تتأرجح بين انخفاض وارتفاع مسببة حالة من الإرباك بين أوساط المزارعين والتجار، لافتا إلى أن هذا الوضع جاء مخالفا لكل التوقعات التي كانت تصب في اتجاه ارتفاع الأسعار خلال فترة أربعينية الشتاء.
ويوضح أن حركة التصدير المتقطعة إلى السوق الخارجية لأصناف محددة أسهم في تحسن أسعارها ما دفع المزارعين إلى تكثيف عمليات القطاف والتوريد، تبعه إغراق السوق وانخفاض أسعار البيع بشكل كبير، مشيرا إلى أن انخفاض الإنتاج خلال الفترة الماضية أسهم في ارتفاع أسعار بعض الأصناف، إلا أن ذلك لم يسهم في تحسين أوضاع المزارعين كون الإنتاج قليل وهامش الربح لا يغطي النفقات الكبيرة.
الضرر الأكبر الذي لحق بالمزارعين بحسب الخدام أن التغير المناخي أوجد تحديات كبيرة أمام المزارع خاصة فيما يتعلق بظهور الكثير من الآفات الزراعية التي لم تكن موجودة في هذا الوقت خلال المواسم الماضية.
من جانبه يوضح مدير سوق العارضة المركزي المهندس أحمد الختالين أن أسعار البيع ترتفع وتنخفض بناء على الكميات التي تتوفر في السوق وجودتها، لافتا إلى أن بعض أسعار الخضار ارتفعت بشكل مضاعف مقارنة بما كانت عليه قبل اسابيع.
ويضيف أن أسعار البيع في السوق تعتمد على العرض والطلب وقد شهدت خلال الأسابيع الماضية انخفاضا كبيرا لمعظم الأصناف مسببا خسائر فادحة للمزارعين، موضحا أن المعادلة التي تخضع لها أسعار المنتوجات الزراعية صعبة، إذ إن ارتفاع الإنتاج يقابله انخفاض بالأسعار وتراجع الإنتاج يسهم في ارتفاعها وفي الحالين لن يحقق المزارع الفائدة المرجوة في ظل ارتفاع كلف الإنتاج والتسويق وانخفاض هامش الربح خلال فترة ذروة الإنتاج.
الغد