07-02-2024 09:57 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
قبل نحو ربع قرن، كان الأردن الوطن والمؤسسات، أمام لحظة فارقة في تاريخه، فمع انتقال المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، إلى مثواه الأخير، بدأ عهد جديد، صاغته رؤى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ومنذ لحظة تسلم جلالته للسلطات الدستورية، وضع نصب عينيه صون الأردن في توقيت سياسي كان مختلفا عن كل ما عاشته المنطقة من ظروف.
فكانت مسيرة ربع قرن مع عبدالله الثاني ابن الحسين، وما بين زمان تسلم السلطات الدستورية، عام 1999م، واليوم.. مضى الكثير، وتغير من حولنا الكثير، وتغلبنا على الكثير من التحديات، حتى أن وجه المنطقة تغيّر، وما يزال الأردن بمعدنه الهاشمي النقي، على عهده.
لقد قاد الملك عبدالله الثاني، الأردن بعزةٍ ومبدأ ثابت، لم يحد يوماً عما تأسس عليه هذا الوطن العزيز، فمرت من حولنا ظروف لم يعهدها الوطن، ولم تعهدها المنطقة، فمن يتأمل الجوار، ومن يتأمل المشهد الدولي اليوم، يدرك أن صمود هذا الوطن، كان بفضل رؤيةٍ حكيمةٍ لجلالة الملك عبدالله الثاني.
فلم تكن السنوات الماضية سهلة، بل لربما إنها الأصعب في تاريخ وحاضر بلدنا، ومع ذلك بقي هذا الوطن ثابتا بوجه التحديات، بل ممسكاً بمبادئه النهضوية، ومحافظاً على نخوته التي تأسس عليها، فلم يتبدل جوهر الأردن، ولم يتغير، وهذا مبدأ أرساه ملوك بني هاشم، وما يزال حاضراً في سياسته الحالية.
فعهد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، كان الأردن في صميمه، وكان الإنسان محوره، وكانت العروبة المبدأ الثابت.. فكان يغيث الملهوف، ويبذل في سبيل أمته، ولأجل صون مصالحه، وصالح إنسانه.
محلياً، تعززت بنيتنا التعليمة على مدار سنوات، وأتيحت لشباب الأردن فرصة «العصرنة» والتحديث والمواكبة، رغم قلة الإمكانيات، ورغم أن الموارد كثيراً ما تشح، ويتغير العالم من زمن الوفرة إلى الندرة، إلا أن الأردن بقي محافظا على إنسانه، ويسعى لأن يوفر كريم العيش لبنيه.
وهذا الكلام يستدل به، ويعيه كل مطلع على ما يمر به عالم اليوم من أزماتٍ بات فيها مفهوم الأمن متسعاً يشمل المفهوم التقليدي والجديد على شموليته.
وفي القلب من مسيرة الربع قرنٍ، كانت فلسطين هي البوصلة، ومرّت بتحديات غير مسبوقة منذ أن طرحت حيالها مفاهيم صفقات القرن وسواها، وصولاً إلى ما تمر به اليوم من ظروفٍ لا تشبه أصعب ما مرت به فيما مضى.
لم يكن الدرب سهلاً، والسنوات الخمس والعشرين التي مرّت حملت في طياتها الأصعب، وكان الزمان من حولنا يتغير، وحتى الجغرافيا تتبدل، وفي عهد عبدالله الثاني ازداد هذا الوطن صلابةً، وأثبت – كما دوماً – أنه وجد ليبقى وأن الدولة بقيادة الملك عبدالله الثاني، هي الرصيد للأردنيين، وللمنطقة.. حتى أن مكانة الأردن الدبلوماسية والسياسية أهلته لأن يكون واحداً من مداميك المنطقة، ومحل ثقةٍ عالميةٍ وحضور ذو كلمة مسموعة، لطالما عبر عنها الملك عبدالله الثاني.
ما زال الأردنيون يستحضرون محطات تاريخهم، معتزين ببلد مؤسسات انتقل من عهد إلى عهد، بيقين مؤمن بصلابته ومقدرته، ووفاء شعبه.
واليوم، من حقنا أن نعتز بهذا الوطن الهاشمي العزيز بشعبه، وقيادته، وحضوره.. وأن نتطلع إلى الأمام، رغم كل ما يحيط بنا، على عهد الثقة بمليكنا المفدى، وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.. بعزة الأردنيين، واعتزازهم بالوطن الهاشمي الكريم، فالمسيرة لم تكن سهلة، ولكن الراية في يمين بني هاشم، هي أمانة حملوها كابرا عن كابر، وفي ظلالها تعيش الأوطان حرة عزيزة بإنسانها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-02-2024 09:57 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |