08-02-2024 08:56 AM
بقلم : د. هبة أبو عيادة
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، ولا سيما التكنولوجية المتجددة التي تسبب التشتت والإدمان وضعف التركيز والاعتماد على الذكاء الاصطناعي بدلا من العقل البشري المبدع المفكر، بات من الضروري إعداد جيل مؤمن بقدراته وواثق بنفسه وقادر على مواكبة التغيرات والتحديات الجديدة والاستفادة منها والتأثير بها وليس التأثر فقط. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال إشعال شغف التعلم لدى الطلبة، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للنجاح في القرن الثاني والعشرين ليكونوا مؤثرين ومطورين ومخترعين ومنتجين للأفكار الإبداعية.
ولتوضيح الصورة أكثر لا بد من أُعرف لك عزيزي القارئ «شغف التعلم» فهو رغبة داخلية تدفع الفرد إلى اكتساب المعرفة والمهارات الجديدة، وهو شعور بالفضول والإثارة والرغبة بالاستكشاف والمعرفة تدفع الطلبة إلى استكشاف مختلف المجالات وتوسيع آفاقهم. ويمكن تحفيز الطلبة على إشعال شغف التعلم من خلال: أولاً خلق بيئة تعليمية إيجابية: بيئة تعليمية إيجابية هي بيئة آمنة وداعمة تتيح للطلاب حرية التعبير عن أنفسهم وطرح الأسئلة دون خوف.
ثانيًا استخدام أساليب واستراتيجيات وأدوات تدريس حديثة: من خلال التدريس وفق مستجدات العصر الرقمي مثل التعلم النشط والتعلم التعاوني وتنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات تجعل التعلم أكثر تفاعلية وتشويقًا.
ثالثًا ربط التعلم بالحياة الواقعية: ربط التعلم بالحياة الواقعية يجعل الطلاب يدركون أهمية ما يتعلمونه ويشعرون بتأثيره على حياتهم، من خلال تعزيز الثقة بالنفس وغرس القدرة على أنه فرد مؤثر قادر على التغيير وحل المشكلات وليس الاكتفاء بالمشاهدة؛ إنما المحاولة والسعي وإبداء الرأي وتقديم حلول واقعية يمكن تطبيقها لتجاوز العقبات.
رابعًا تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة: التشجيع على الاستزادة وطرح الأسئلة والاستفسار عن جزئيات الأمور فهذا علامة على الفهم والاهتمام. يجب تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة وتقديم إجابات واضحة ومختصرة ونؤكد أن تكون إجابات صحيحة.
خامسًا إتاحة فرص التعلم الذاتي: فالتعلم الذاتي هو عملية تعلم فردية يوجهها الطالب بنفسه. يجب إتاحة فرص التعلم الذاتي للطلاب من خلال توفير الموارد والأنشطة المختلفة وتشجيع القراءة والبحث العلمي وتوفير كافة الموارد التي يحتاجها لأننا نستثمر برأس المال الفكري وتنمية العقول وتنمية مهارات القرن الثاني والعشرين التي يحتاجها الطلاب للنجاح في الحياة اليومية. تشمل هذه المهارات: مهارات التفكير النقدي: القدرة على تحليل المعلومات وتقييمها بشكل موضوعي. ومهارات حل المشكلات: القدرة على تحديد المشكلات وتحليلها وإيجاد حلول إبداعية لها. ومهارات التواصل: القدرة على التعبير عن الأفكار بوضوح وفعالية. ومهارات التعاون: القدرة على العمل مع الآخرين بشكل فعال. ومهارات الإبداع: القدرة على ابتكار أفكار جديدة وحلول إبداعية. مهارات استخدام التكنولوجيا: القدرة على استخدام التكنولوجيا بشكل فعال.
ختامًا إن إشعال شغف التعلم وتنمية مهارات القرن الثاني والعشرين مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. من خلال العمل معًا لإعداد جيل منتج للمعرفة ومحب للقارئ وواثق بنفسه ولديه القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات وقادر على مواكبة التغيرات والتحديات الجديدة وتحقيق النجاح في القرن الثاني والعشرين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-02-2024 08:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |