بقلم : محمد عبدالله الروابدة
تعتبر مباريات كرة القدم على صعيد منتخبات الدول فرصة تاريخية وحدث مهم لإحداث حالة من الالتفاف الشعبي والجماهيري نفسياً و وجدانياً تحت العَلم وشرارة ايقاد شعلة الوحدة الوطنية خلال المباراة ، المنتخب منتخب الوطن والعلم علم الوطن فإن فاز المنتخب فاز الوطن ليس نصفه ولا ربعه ، وبعد فوز المنتخب تسرق الجماهير لحظات من الفرحة المؤقتة والشعور بالنصر في وقت مزدحم بالخيبات والاحباط حتى لا تموت كمداً .

لكن ما حصل خلال وبعد مباراة المنتخب الأردني ونظيره الكوري مختلف ومزعج ؛ وقع الأردنيون بين مطرقة الخطاب "المكارثي" وصكوك الوطنية التي وزعها الذباب الالكتروني على جموع المحتفلين وسندان التخوين والنعت بالعمالة الذي انهال به الذين يرون في احتفالهم خيانة لغزة وفلسطين.

ألم يعلم المكارثيون أن الحزن والذي ينتابنا جميعاً هو حق أصيل وعدم الاحتفال بنصر المنتخب لا ينتقص من وطنية أولئك شيئاً ؟! وهل يحق لأي كان ان يصنف الناس اصلاً الى وطنيين ووغير وطنيين ؟! .وهل عَلِم الذين لم يحتفلوا ان الاردنيين ما زالوا يبحثون عن الفرح بين الصخور؟! بل هل يعلمون ان اي نصر مهما كان صغيراً من شأنه اشعال روح التفاؤل في العقل الجمعي للناس ؟! والسؤال الأهم هل من شاهد المباراة وفرح بالنصر خائن لفلسطين؟! هل شاهدتم احتفال اللاعب بالشماغ المثلث الأحمر أو عبارة " هي قضية الشرفاء " تزيّن صدر الأردني ؟! ألا تعلمون ان الكل يجاهد بموقعه وبقدرته ؟
ناهيك عن مباراة العراق التي انبرت أقلام المرتزقة الروافض بإهانة الأردن و رد عليها أقلام من الجهة المقابلة "وقامت القرعة عأم قرون " ، ألم تشاهدوا إبننا يرفع العلم العراقي ويقبله ويرفعه عن الأرض ؟! أم أن الاردني قد كُتب عليه ان يعيش كخبز الشعير "ماكول مذموم" ؟!
بالمحصلة فإن الأردني هو حفيد كايد العبيدات اول شهيد على ارض فلسطين و ابن مشهور الجازي بطل الكرامة واخ خضر شكري أسد النداء ، يسترق من هذه الدنيا فرحة بسيطة بفوز منتخب بلده للحظات ثم يجلس بالساعات والأيام يبكي العجز عن نصرة اخوانه في غزة ، الأردني لا يُخوّن أحد ولا يسمح لأحد ان يُخوّنه.
استعرضوا تشكيلة المنتخب وانظروا قوز قزح الوطن بأكمله من اربد الى معان الى غرب النهر من شرقه لتعلموا ان الرياضة خُلقت لنتوحد ليس لنخوّن أنفسنا
كل التوفيق للأردن ومنتخبه في النهائي وجعل الله نصر غزة بقرب المباراة النهائية واكثر.