10-02-2024 05:09 PM
بقلم : د.باسم عيسى تليلان
منذ بداية العدوان على غزة كان الموقف الامريكي واضحا بانحيازه الكبير للكيان الصهيوني و اتخاذه قرارات تؤيد ذلك الانحياز شملت تزويده بالدعم العسكري اللوجستي و تحريك بواخر الذخيرة و السلاح للكيان كما وفرت له الحماية القصوى من اي محاولة تفكير اقليمي بالاشتباك مع الكيان من خلال ارسال البوارج و المدمرات و حاملات الطائرات قبالة غزة مع حلفائها بريطانيا وفرنسا و استخدام الاعلام الرسمي للتأثير على الرأي العالمي بشكل يدين حماس و اهالي غزة و يدعم موقف الكيان الصهيوني عبر الترويج لكذبة قتل الاطفال في غلاف غزة .
كما اظهر اليهودي الامريكي بلينكين انحيازا متطرفا للكيان الصهيوني و دعا لمساندة الكيان الصهيوني من خلال دعمه مرارا لتدمير المنازل و المباني و النساء و الاطفال و المستشفيات بغزة تحت شعار محاربة حماس ، ومن ثم انتقل تحت الضغط الشعبي الامريكي و العالمي الى الدور الانساني الدبلوماسي مظهرا تعاطفه ووسطيته كما يدعي من خلال خطابات تتحدث عن حل الدولتين ودعم ايصال المساعدات الى غزة و الى حماية المدنيين ولكن الواقع كان يتحدث عن توفير الوقت الكافي للكيان حتى يستطيع اكمال حرب الابادة الصهيونية على اطفال غزة ..دون اي تغيير على ارض الواقع بل على العكس تماما ازدادت المساعدات العسكرية و الاقتصادية للكيان الصهيوني وشحت المساعدات الى غزة خلال اربعة اشهر من العدوان الصهيوني على غزة .
وكل ذلك جرى برعاية و دعم رئيس الولايات المتحدة الامريكية بايدن الذي لم يتوانى في زيارة الكيان بعد بدء العدوان على غزة ببضعة ايام مؤكدا على دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في تدميرها لغزة و البنى التحتية و قتل عشرات الاف في حرب الابادة العرقية على الاطفال و النساء في غزة و بالطبع جاء ذلك من عقيدة بايدن السياسية التي تبناها قبل اكثر من ربع قرن حينما صرح ( لولم تكن هنالك اسرائيل ( الكيان الصهيوني ) لعملنا على إقامتها )" و التي كررها متمسكا بها خلال زيارته للكيان الصهيوني و شهر اكتوبر من العام الماضي .
اليوم و بعد ارتقاء سبعة و عشرون الف شهيد غزي ومعهم سبعين الف جريح ومثلهم مرضى مزمنين و تدمير المنازل و المدارس و المساجد و المستشفيات برعاية و عتاد امريكي يظهر بايدن بتصريح غريب يدعي فيه حزنه الشديد على اهل غزة و يطالب بفتح معبر رفح من الرئيس المصري
ثم يقول انه طلب ذلك من الجانب الصهيوني تحت حجة ايصال المساعدات ، ويتزامن ذلك مع انتقال جيش الكيان الى اعلانه حربا و اسعة على رفح التي تؤي مليون ومائتين الف نازح وتؤي المنظمات و المستشفيات ضمن عمليات عسكرية تنهي اي مقومات للحياة مما يشير بوضوح الى الدعم الامريكي لنتنياهو لتنفيذ خطة التهجير الكبرى للشعب الغزي الابطل
و لو كان لامريكا رأيا آخر في العدوان الصهيوني على غزة لتبنت قرارا في مجلس الامن يوقف الحرب او لتخلت عن حق الفيتو او لاوقفت دعمها المادي و العسكري للكيان المغتصب كما لو كان همها المجاعة و الجرحى في غزة لحركت بواخر الامريكية الضخمة لنقل المساعدات الغذائية و و اسعاف الجرحى كتلك التي حملت السلاح للكيان الصهيوني من اجل ابادة اهل غزة
د.باسم عيسى تليلان
عضو اللجنة الاكاديمية
لدعم حقوق الشعب الفلسطيني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-02-2024 05:09 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |