حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8118

( العروبة والإسلام)

( العروبة والإسلام)

 ( العروبة والإسلام)

11-02-2024 02:20 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
أحمد الله كثيرا بأنني عربي مسلم(فالعروبةهويتي،والإسلام
عقيدتي،نسبي لقوم أعزهم الله
تعالى،رفع قدرهم وشأنهم بدين الإسلام فقد بعث الله(محمدا)
آخر الأنبياء والمرسلين،منهم من
أجل نشر رسالة الإسلام للناس أجمعين.
وهذا تمييز له عن بقية الأنبياء والمرسلين(وما أرسلناك إلا كافة
للناس بشيرا ونذيرا)وجاءت الرسالة السماية بلغة العرب(إنا انزلناه قرآنا عربيا).
إنطلق العرب،وحملوا لواء هذه الرسالة،واستطاعوا ما بين مد وجزر نَشْرَها في أجزاء واسعة في ثلاث قارات(آسيا،أفريقيا،
أوروبا)نشروا العدلة الإجتماعية
وحرروا العبد وحاربوا جيوب الفقر.
ومن الجدير بالذكر أن أوروبا عاشت أسوأ حالاتها في القرون الوسطى تحت سيطرة الكنيسة ورجال الدين والناس في أشد حالات الفقر والعبودية.
وكان رجال الدين يمطرونهم
مواعظَ وإرشادا وبيعَ صكوكِ الغفران،بينما الكنيسة ورجالها تزداد تخمة والناس يعيشون الفقر والمرض والجهل بلا علم.
وهذا الحال في أوروبا جعل ماركس يطلق مقولته(الدين
أفيون الشعوب)مهاجما رجال الدين،فلاقت أنصارا مما شجعه ورفيقه فردريك انجلز على تأسيس الحزب الشيوعي الذي انتشرت مبادؤه وخاصة بين الفئات الفقيرة،كما تبنتها بعض دول العالم واستخدمت النظام الإشتراكي.
وهكذا فقد صارت الأنظمة المالية ثلاثة: الإسلامي،الرأس
مالي،الإشتراكي،وفي ظل هذا الصراع فيما بينها فقد تراجع النظام المالي الإسلامي بسبب ضعف الدولة الإسلامية،انحسر وأخذ بالتلاشي،وبقي الصراع ما بين النظامين الآخرين إلى أن إنهار الإتحاد السوفياتي.
وما بينته سابقا هو توطئة
لما سأتناوله من مقارنة حالة العرب والمسلمين بحالة أوروبا
في تلك القرون،من حيث اتخاذ
الدين كوسيلة للوعظ والإرشاد فقط من جهة،ومن جهة أخرى حتى أحاكي من يتخذ موقفا حادا من كلمة العرب أو العروبة.
نتصفح شبكات التواصل
نجدها مليئة بتتبادل آيات من القرآن الكريم،وبأحاديث نبوية
وبحكم وأمثال وأقوال مأثورة وغيرها،وهذا في حد ذاته شيء
جميل لعلها تسهم في تعديل
سلوك الناس.
لكنها بمزيد الأسف هي في غالبيتها،مجرد أقوال بلا أفعال،
لا نجدها تنبس ببنت شفة تعبر
عن سوءالحال،وشيوع الفساد بكل أشكاله فتشعر بأنك تعيش في المدينة الفاضلة وما عليك إلا أن تصون النعمة،وأن تترك ما
لقيصر لقيصر،ما لكسرى لكسرى،
وفي حقيقة الأمر،فإن الواقع في الحال لا يتطابق مع هذه الأقوال.
ويا ويلك ويا سواد ليلك!!
إن ذكرت العرب أو العروبة،أو ذكرت بالخير أحد أبنائها ممن
ظهر ووضع بصمة خير على
الساحة السياسية،أيام مقارعة الإستعمار،وبروز كتلة دول عدم الإنحياز في حقبة الخمسينيات بالقرن الماضي وما بعدها،فإن قطعة من السماء نزلت عليك ممن يتغنون بالإسلام لفظا لا
فعلا فتجدهم يكبرون،يهللون ممن يصف نفسه بالإسلام رسما لا فعلا.
وإنه لأمر يثير الدهشة عندما تجد شعوبا تقدر زعماءها،بينما الشعب العربي المتهالك بفرقته وعدم وحدته،يصر على التقليل من رجاله وعدم الإلتفاف حول
من يحاول النهوض بالعرب من أجل أن يأخذوا مكانة لائقة لهم بين الأمم الأخرى.
فهذه الهند تقدر وتُجِّل كلا من غاندي،نهرو،إنديرا غاندي،وهذه
الصين ما زالت تفتخر بماوتسي تونغ وشو إن لاي،وهذه كوبا تعز
كاسترو،تشي جيفارا،وغيرها من
الشعوب والدول الأخرى.
بينما إن جاهر أحد بإبداء رأيه بتقديره لزعيم عربي عاصر هذا الرعيل من زعماء العالم،سيجد الكثير ممن ينبري له مسفها رأيه
والتقليل من شأنه،فيصب جام غضبه،سخطه عليه يبدأ منتقدا لا ناقدا،بعيدا عن النقد البناء،
مجرحا مفتشا منقبا عن أخطائه
وأكثر من هذا،فهو يشوه ما تم
من إنجازات حدثت بعصره كما أن من ذكر أو يذكر زعيما فإنه لا يسلم من عدائهم له.
إن هؤلاء ممن ركب ويركب موجة الإسلام عندما جاء الخميني استبشروا به خيرا، وتهافتوا في تسمية أبنائهم
بإسمه تيمنا به،وأغلب الظن
أنهم شاهدوه بأم أعينهم عندما
قدم من باريس على متن طائرة
فخمة،وقد حطت رحالها في
مطار طهران معززا مكرما،كما
سمعوا ما تناقلته الصحافة من
محلية وعالمية من أخبار عنه وما صرحت به كل من الصهيانة
،فرنسا عنه،وماتبجح النتن ياهو
بأنه صنيعتهم.
وجاء أردوغان وتسلم السلطة في تركيا متوشحا بحلم إحياء الخلافةالعثمانيةومازالت مبادئ
العلمانية وصورة أتاتورك فوق رأسه وكل ذلك بمباركة أمريكية
وفوق كل ذلك فقد فعل ما فعل
في شمال سورية وبانت حقيقة
أطماعه في ضم شمال سورية،
غير مكتف بلواء الإسكندرونة الذي أهدته فرنسا لتركيا سنة ١٩٢٧.
لقد رأوا كل ذلك ومع هذا فهم يغضون النظر عما يشاهدونه ويلمسونه،وعما ينتيج عن سيا ستيهما اتجاه العرب وفي نفس الوقت يجلدون الذات؟
إنه عداء مستمر منهما للعرب،
تآمر تحكمهما سياسة المصالح و
إحياء أمجادهما الماضيةوالعمل
على تمزيق الوطن العربي ونشر الفرقة في شعبه.
وإنني لا أشكك بوطنية حكام هذين البلدين فكل منهما يرسم لمشروعه الخاص في وطننا العربي ويسعون إلى تحقيقه، فولاؤهما لبلديهما حق ودَيْنً
عليهما،ولكن العداء مستغرب على الرغم من وجود قواسم مشتركة.
كما يسعى البلدان بجد لتحقيق
مصالحهما مسخِّريْن ما يربطهما
من علاقات(سواء تحت أو فوق
الطاولة)مع الغرب لأجل تحقيق
كل ما يطمحون إليه من غايات،
وفي الوقت نفسه فإن بلادنا
العربية ترتبط بعلاقات،تحالفات
واضحة مع الغرب!!!!؟
وبمزيد الأسف فإن ما يعيشه العرب من حالة الفرقة،والشتات
وبلادهم مستباحة للطامعين،و
ينقصهم مشروع خاص يضعهم بمكانة لائقة بين الأمم الأخرى،
ناسين أمجاد أمتهم التي كان لها كبير الفضل على العالم بنشر أسمى الشرائع السماوية التي ملأت الأرض عدلا،سعادةورخاء
الإنسانية جمعاء.
ورب مجيب يقول بأن ذلك التصرف منهما(أيران وتركيا)هو
من أجل دعم الشعوب الأخرى للخلاص من سياسة حكامها.
ويبقى السؤال وهل عملهم هذا خالصا لوجه الله تعالى؟
وهل الدعم للخلاص من فرد يستدعي قتل وتشريد شعب
بحاله؟خاصة وأن غالبية من قاد
ما سميت بثورة،ما هم إلا من أصحاب الأسبقيات في تجارة المخدرات والأسلحة.
ولا ننسى أن الدواعش صناعة أمريكيةبامتياز باعتراف هيلاري
كلينتون،وحمد بن جاسم رئيس
وزراء قطر ووزير خارجيتها الأسبق.
وإنه لمنطق غريب!!!
فإن ما نعيشه من ذل وهوان،
في الدول العربية والإسلامية تقشعر منه الأبدان،ويندى له
الجبين،وفوق كل ذلك فإنه من المخجل جدا أن نفتعل العداوة ما بين العروبة والإسلام،فنعمل على تشتيت الجهود وتمزيق الصفوف ونشر البغضاء وهو أمر
لا يحتمل ولا يطاق.
فها هي الأرض العربية والإسلا
مية،مستباحة للطامع بخيراتها،
وساحة حرب ملتهبة تتصارع فيها الدول الأخرى للحفاظ على
مصالحها.
بينما نجد العرب والمسلمين يخوضون حروبا نيابة عن الآخر
نصرة لمطامع غيرهم،ولا ينالهم منها سوى أنهم وقود الحروب
(المقتول والقتَّال منا والمَدَّى علينا).
ولذلك فما علينا إلا ان نتعظ مما يجري بنا وأن نُوحِّد هدفنا وصفوفنا،فرسولنا الكريم أسوتنا
(ولكم في رسول الله اسوة
حسنة)وقدوتنا في قوله وفعله،
فهو يقول:(أحبوا العرب لثلاث،
لأني عربي،والقرآن عربي وكلام اهل الجنة عربي).
فداك ابي وأمي وروحي يا رسول الله،وصلى الله عليك
وسلم
وخلاصةالقول فإنه:
لا عداء بين العروبة والإسلام فالعروبة هي نسبنا والإسلام عقيدتنا،والعلاقة وطيدة بينهما، فالعرب هم حاضنة الإسلام،وهو
تكليف تشريف لهم من رب العزة
بحمل رسالة الإسلام،فلا كيان
للعرب بدون الإسلام،فمجدهم وعزهم ثمرة من ثمراته.
كما أن الدين :
لم يقتصر على الإكثار من الأدعية والمواعظ والإرشاد،إنما الدين ما وقر في القلب وصدَّقَه العمل أي ظهر على الجوارح،
وهذا يعني أنه استقر وثبت في القلب،فمن يؤمن بالله ويحبه فإنه يتبع أوامر الله ورسوله.
فالإيمان بالقلب دون القيام بالأعمال التي تؤكد الإيمان فإنه يجعل من المسلم مقصرا بحق الله وعاصيا،وإن تظاهر الفرد بالأعمال الصالحة دون أن يكون
القلب مؤمنا بها يجعله منافقا،
أي فإن ظاهره يخالف باطنه.
وختاما علينا أن نتريث ونفكر مليا في ما نقرأ ونسمع وننقد الأمور بموضوعية وبمنتهى
شفافية المحايد بعيدا عن كل
الأهواء والأمزجة.
وأن نتذكر بأنه ليس كل عربي سيئا،وأنه ليس كل مسلم حسنا،
ليس كل البشر سيئين إلا بمقدار
ما يقدمونه من أعمال حسنة أو
سيئة.








طباعة
  • المشاهدات: 8118
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-02-2024 02:20 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم