12-02-2024 11:56 AM
بقلم : سهير بشناق
ونحن صغار لم نكن نجيد التعبير عن اوجاعنا ونترك تلك المهمة لامهاتنا فان سالنا الطبيب عما يؤلمنا نظرنا لامهاتنا ليعبرن هم عن وجعنا.
وكأن الطفولة شغفها باننا لا نختار ولا نعبر كما يعبر الكبار لهذا الامر كنا نحيا شغفا وفرحا.
كنا نؤمن بان اوجاعنا تشفى بلمسة من نحب وقبله «أم» وحضن نغفو عليه ونحن نعلم جيدا انه لن يتركنا او يخذلنا فهو فقط من يعلم وجعنا وبه نشفى.
ولربما سنوات العمر والنضوج الفكري والجسدي يعلمنا كيف نختار وكيف نعبر عما يعترينا من وجع وكيف نداوي انفسنا دون حضن يحتوينا وقلوب منها تعلمنا كيف نقوى بالايام.
ولكن في مساحة كييرة بقلوبنا نتمنى بها لو اننا لم نصل لمرحلة النضوج والاختيارات وبقينا عاجزين عن البوح لربما لاننا ادركنا متاخرا بان كل اختيار بالحياة عبء اخر وكل لحظات بوح نبوح بها صوره اخرى للاحتياج للاخر الذي يمر بايامنا كسحابة سماء تمطر وتمضي.
تلك هي مرحلة الطفولة «شغف العمر» التي كان الحب لدينا بها تلك القبلة على جروحنا فتشفى وتلك اليد التي تنشلنا كلما تعثرنا
فلا ايام تتعبنا ولا قلوب تخذلنا ولا وجع نتحمل نحن عبأ البوح بتفاصيله.
كلما كبرنا باتت تلك المرحلة من عمرنا بعيدة جدا لكننا لا نمتلك القدرة على نسيان شغفها ودفئها ونحن ندرك كم هي تكلفة ان ننضج ونختار وان نكبر.
لو كان الزمان اختيار لما تعدينا مرحلة الطفولة كي لا نكتشف كيف يمكن للحب الا يكون حقيقيا
وان لا نتذوق مرارة غياب من نحب ومن كانوا شفاءنا من كل وجع واصبحوا هم الوجع.
لو كان الزمن اختيار لاوقفت عقارب الساعة وانا اغفو بحضن امي واترك لها ان تعبر عن وجعي وتبدده بقبلة منها..
اليست تلك اللحظات شغف العمر..؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-02-2024 11:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |