13-02-2024 10:08 AM
بقلم : بلال حسن التل
ها هو يغادرنا إلى دار الخلود زميل آخر من زملاء رسالة الصحافة في زمن ازدهارها، يوم كانت الصحافة لدى معظم العاملين فيها رسالة، لأنهم في معظمهم كانوا أصحاب رأي وموقف وانتماء سياسي، يخوضون بشراسة معارك وطنهم،و يصنعون لبلدهم رأيا عاما قادرا على الفعل والتأثير. لأن الصحافة كانت محصنة إلى درجة كبيرة من الارتزاق، ولم يكن أحد يجرؤ على الإعلان عن نفسه بأنه صحفي إذا لم يكن عضوا مسجلا في نقابة الصحفيين، التي كان دون عضويتها خرق القتاد من الشروط القانونية والعلمية والتدريبات المهنية، والمدد الزمنية، وهي شروط كان زميلنا الراحل فايز حمدان (ابو الفهد) من أشد انصارها والمدافعين عنها، لأنه كان أصلا من فرسانها، خاصة أيام انتخابات دورات مجالسها، التي خاضها أكثر من مرة وفاز فيها غير مرة، وقد كان من اوائل المرشحين لعضوية مجلس نقابة الصحفيين الذين يخوضون انتخاباتها على اساس برنامج انتخابي مكتوب معلن، وكان من أهم بنود هذا البرنامج حماية الصحافة من أن تكون (مهنة من لا مهنة له).
عرفت الزميل «أبا الفهد» في أكثر من موقع فعلاوة على الحملات الانتخابية لمجالس نقابة الصحفيين حيث كان الراحل فايز حمدان من نشطاء هذه الانتخابات وممن المميزين في إدارتها، فقد تعاون معنا في جريدة اللواء، حيث كان من المحسوبين على الصحافة الأسبوعية التي كانت تضم كبارا في المهنة كحسن التل وعبد الحفيظ محمد وعرفات حجازي وياسر حجازي وعدنان صباغ رحمهم الله جميعا، بالإضافة إلى غيرهم ممن صنعوا للصحافة الأردنية تاريخا. وقد سعى الراحل في فايز حمدان الى اصدار أو المشاركة في اصدار أكثر من دورية أسبوعية منها (مجلة الاثنين) و(ناس برس) و(الناشر). وكلها محاولات تعبر عن عشقه للعمل الصحفي من جهة، وعن روح التحدي والإصرار لديه من جهة اخرى.
كما تزاملت مع الراحل فايز حمدان في دائرة الإعلام التنموي، فأنشأت دائرة مستقلة لهذا الهدف، كانت تنتج مواد اعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة من بينها مجلة متخصصة هي مجلة (التنمية) التي كان لي شرف رئاسة تحريرها لسنوات، حيث كانت تلتقي على صفحاتها كوكبة من الأقلام المتخصصة كل في مجاله.
وكان المرحوم عدنان أبو عودة من أشد المتحمسين لدائرة الإعلام التنموي والداعمين لها، وهو الذي اختارني لها، وقد كان من بين مهامها اعداد وتدريب الإعلاميين على أيدي مدربين دوليين كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة والعلوم (اليونسكو) تمدنا بالكثيرين منهم، وفق شروطنا واحتياحاتنا، وكان المرحوم فايز حمدان من العاملين النشطين في دائرة الإعلام التنموي، وكان يشترك مع المرحوم سالم علي ذياب بإعداد وتقديم برنامج يحمل اسم (وطن ومواطن) يجوبان فيه ربوع المملكة مدنها وقراها لابراز الانجازات، وتسليط الضوء على المعوقات لمتابعتها مع المسؤولين.
في كل المواقع التي عرفت فيها فايز حمدان كان حكاء مقنعا مع ابتسامة من النادر أن تراه بدونها، رحمه الله.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-02-2024 10:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |