13-02-2024 10:12 AM
بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
ذكرى ليلة الإسراء والمعراج، ذكرى عظيمة، وهي جزءٌ من تاريخنا الإسلامي وإرثنا الديني، بما تُمثّله من ربط روحي أزلي مقدس بين مكة والقدس والمسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك «درة بيت المقدس» جامعة القلوب المؤمنة الموحدة التي يسوءها الكرب ويشتد بها الخطب، تئن أسىً؛وحزناً من هذا المجرم الغاشم المحتل: قاتل الأطفال والشيوخ والنساء، ومدمر المقدسات ودور العبادة، لا يردعه دين ولا خلق ولا ضمير،فهو مجرد من الإنسانية وصفات البشر، ويرتكب جرائمه البشعة مدفوعاً بمشاعر الكراهية والحقد والظلم المستندة إلى أوهام دينية زائفة وادعاءات باطلة منافية لحقائق التاريخ والواقع. يَحرِم هذا المحتل المجرم أهلنا الصابرين المرابطين المجاهدين من الصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وثاني مسجد بُني في الإسلام، يقترف جرائمه على مرأى ومسمع العالم كله، وفي وقت تلوذ فيه الأمتان العربية والإسلامية ومعهما البشرية جمعاء والمنظمات الدولية المنوط بها ردع المعتدي ونصرة المظلوم، بالصمت والاستحياء.
ذكرى الإسراء والمعراج معجزة إلهية، أسرى بها الله تعالى بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السموات السبع، نحتفل بهذه الذكرى العطرة، ونحن أكثر ما نكون أسى وحزناً وحسرةً على ما حلّ بنا من تفرق كلمة وتشتت جهد وتبعثر قوة عن نصرة القدس وغزة.
ذكرى الإسراء والمعراج معجزةٌ تمثلت عظمتها في إرادةٍ إلهية باطلاع الرسول على المظاهر الكبرى لقدرته، ليزداد ثقةً وإيماناً،وليمتلئ قلبه يقيناً في مواجهة طغيان الكفر والظلال والقسوة: (لنريك من آياتنا الكبرى) صدق الله العظيم، وليعرج به إلى السموات وليرى الأنبياء والمرسلين وليصلي بهم تأكيداً على عمومية رسالته وإنسانيةِ تعاليمه.
ذكرى الإسراء والمعراج دروسٌ وعبر وعظات خالدة، وهي فرصة للمسلمين للتأمل في القيم الإيمانيّة، وتعزيز الروحانية، والتقرب إلى الله بعمل الخيرات، وأداء العبادات، ونشر المحبة بين الناس.
في ذكرى الإسراء والمعراج أقول:ستبقى مقدساتنا ومسجدنا الأقصى المبارك حيةً في قلوبنا وقلوب أبنائنا وأحفادنا، وإن علينا واجبا مقدسا، كلٌ ضمن قدراته وإمكانياته، للوقوف في وجه المخططات الصهيونية المأفونة الرامية إلى المساس بالمسجد الأقصى والنيل من قدسيته، وعلينا- عرباً ومسلمين وأحرار العالم- تحمّل مسؤولياتنا الدينية والإنسانية تجاه سلسلة الجرائم الوحشية العنصرية التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين وغزة.
أما أنتم–أيها الطغاة المجرمون- فستبقى جرائمكم حيةً في ضمائر العالم الحرّ،وستلعنكم أرواح الشهداء ودموع الأمهات الثكالى أينما حللتم وحيث ما كنتم ؛ لأن الظلام سوف يجلوه الضياء، وأنكم- أيها الغزاة المحتلون المرتجفون–لراحلون بإذن الله، وأن مسرى الرسول ومعراجه سيعود إلى أهله عربياً إسلامياً، وإن ذلك لموعده قريب إن شاء الله.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-02-2024 10:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |