13-02-2024 10:12 AM
بقلم : أحمد الحوراني
وأما الشكل الثاني الذي قدمت المملكة الأردنية الهاشمية من خلاله الدعم والمساندة والتأييد للقضية الفلسطينية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، فيمكن الحديث في إطاره حول محور الوصاية الهاشمية على المقدسات، وأستهل بقول جلالته في كلمته في أعمال في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عُقدت في الرياض في 21 أيار 2017 «وبالنسبة لي شخصياً ولكل الأردنيين، فإن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية راسخة ولا حياد عنها، ونتشرف بحملها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية».
تقدمت الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على رأس أجندة جلالة الملك عبد الله الثاني الذي قال في إحدى خطاباته «إن الحفاظ على المقدسات وإعمارها هي أمانة في عنقي وسأستمر في دعمها على خطى الآباء والأجداد»، وتأكيدًا على الدور التاريخي للقيادة الهاشمية وجلالة الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن القدس وحماية المقدسات، فقد أشادت القمة العربية» قمة القدس» التي عُقدت في الظهران في المملكة العربية السعودية في نيسان من العام 2018 بجهود جلالته وهو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس وحمايتها، وجاء ذلك في قرار للقمة العربية » قمة القدس» والذي جاء فيه"إن مجلس الجامعة على مستوى القمة يقرر: الإشادة بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف في الدفاع عن المقدسات وحمايتها وتجديد رفض كل محاولات إسرائيل «القوة القائمة بالاحتلال» المساس بهذه الرعاية والوصاية الهاشمية، وتثمين الدور الأردني في رعاية وحماية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في إطار الرعاية والوصاية الهاشمية التاريخية، التي أعاد التأكيد عليها الاتفاق الموقع بين جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وفخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين بتاريخ 31 آذار 2013».
ويقول جلالته في كلمته في القمة الاستثنائية لمنظمة العمل الإسلامي حول فلسطين والقدس الشريف التي عُقدت في جاكرتا اندونيسيا 7 آذار 2016"إن القدس وأهلها يستحقون منا كل دعم واحتضان، وهم يناضلون، مع جموع الشعب الفلسطيني، من أجل الحفاظ على عروبة القدس والسعي من أجل الوصول إلى حل مشرف نهائي لقضيتهم العادلة. لقد كان – ولا يزال–فهمنا لقضية فلسطين على أنها قضية كل قطر عربي، وكل قطر مسلم، بل قضية الضمير الإنساني. كما تجمع بين الأردن وفلسطين علاقة عميقة الجذور ذات مضامين تاريخية وجغرافية وإنسانية، ولقد نجحنا، خلال عضويتنا في مجلس الأمن، في جعل المجلس يتبنى بيانا قبل بضعة أشهر، يستخدم بوضوح تسمية «الحرم الشريف»، بعد أن غاب هذا المسمى لسنوات طويلة عن المجلس».
الصور والشواهد التي ترجمها جلالة الملك في هذا المضمار أكثر من أن تعد ولكننا سوف نأتي على البعض منها مما علق في الذاكرة، فخلال سنوات حكمه المديدة وعلى فترات مختلفة، أمر جلالته بتزويد المساجد الفلسطينية بعشرة آلاف نسخة من المصحف الشريف، كما تبرع جلالة الملك بمبالغ زادت على المليوني دينار لصندوق اعمار المسجد الأقصى، أضف الى ذلك الأمر السامي براتب إضافي لموظفي أوقاف القدس ولجنة الاعمار وذلك في العام 2007.
وعلى نفقة جلالته الخاصة استطاع الأردن إعادة بناء وتصنيع منبر صلاح الدين الأيوبي على صورته الحقيقية المتميزة بالحسن والدقة والإتقان، وذلك بعد 37 عامًا من الحريق الذي أصاب المسجد الأقصى، وكان هذا المنبر بحلته الجديدة زخرفة إسلامية وحضارية روعي فيه الأسس العلمية والفنية ذات الصلة بالتاريخ والفن الإسلامي العريق.
واشتملت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني للمسجد الأقصى على ترميم الأعمال الفنية في مختلف مرافق قبة الصخرة المشرفة وتعد هذه الواجهات الفنية الزخرفية من كنوز الانجاز الفني الإسلامي الذي يعود للعصر الأموي، ومنها إعادة الرخام الداخلي لجدران القبة، وصيانة شاملة للمسجد الأقصى شملت تجديد فرش قبة الصخرة وتنفيذ مشاريع الإنارة والصوتيات وتحسين الخدمات في المسجد، وكذلك إنشاء كرسي جلالة الملك عبد الله الثاني لدراسة فكر الإمام الغزالي في المسجد الأقصى وجامعة القدس. كما شملت الرعاية الهاشمية لجلالة الملك المقدسات المسيحية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الوصاية والرعاية الهاشمية للقدس والمقدسات، حيث قام جلالته في الرابع من نيسان 2016 وبمكرمة ملكية سامية بالتبرع وعلى نفقته الخاصة لترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس.
ويضاف إلى ذلك كلّه أن هنالك العديد من الهيئات والصناديق المعنية بعمارة وصيانة المسجد الأقصى التي استمر عملها بعهد جلالة الملك عبد الله الثاني ومنها: لجنة اعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، والصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الأقصى المبارك ليكون ذراعاً مالياً لدعم مشاريع الاعمار الهاشمي وموظفي أوقاف القدس وصمود المقدسيين، واللجنة الملكية لشؤون القدس.
إن هذا الاهتمام الكبير بالمقدسات الإسلامية في القدس من قبل جلالة الملك، شكّل استمرارية للنهج الهاشمي في رعاية هذه المقدسات منذ أمد بعيد، ومما لا شك فيه أن الموقف الأردني الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين تجاه القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الدينية، إسلامية كانت أو مسيحية في القدس الشريف، يعبر عن موقف الأردنيين جميعا ويجسد إرادة الشعب الأردني في دعم أشقائهم الفلسطينيين لنيل حقوقهم وإعلان دولتهم المستقلة وعدم المساس بمقدساتهم الدينية والتاريخية.
Ahmad.h@yu.edu.jo
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-02-2024 10:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |