بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
- ابو النحس المتشائل - قادتني مراجعتي الشهرية لمركز صحي ابو نصير الشامل، صباح ذلك اليوم، ووقفت خلف طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر، منتظرا دوري لصرف الدواء الشهري، وإذا بالصدلانية لينا تقوم من مكانها قبل أن تصرف الدواء لهذا الفتى، واحضرت علبة بسكوت وشيء أخرى لم اعد أذكره واعطتهم، لهذا الطفل، مع ابتسامة وبعض كلمات تشرح سلوكها لهذا الطفل الذي ظهرت عليه علامات الاستغراب والتعجب ، ومن ثم صرفت له الدواء المطلوب،

لا شك انه سلوك إنساني تربوي بإمتياز، وقد شرحت الصيدلانية الفاضلة لينا سبب تصرفها هذا، عندما استفسرت منها عن ذلك، وقالت انهم حريصون على تكوين صورة انسانية جميلة عن الطب في الأردن، اضافة انهم يعطون الأولوية بالتعامل لكبار السن، أنهم بذلك يبددون سلوك التعالي لبعض الأطباء القله، والذي بدأ يختفي بسلوكيات الاطباء من الجيل الجديد،

إن هذه السلوكيات الانسانية التي قامت الصدلانية لينا تؤكد انهم كجهاز طبي يدركون أهمية القيم والسلوك الإنساني لهذه المهنة،

وإنني من خلال تعاملي مع أطباء في القطاع العام، بعد ان تركت وظيفتي بالقطاع الخاص، أصبحت أدرك ان ، لا فصل عند أكثر الاطباء، بين السلوك الإنساني والمهني ، ويحضرني في هذا المقام أفعال وسلوكيات الدكتورة دانا حياصات أخصائية السكري والغدد الصماء في مركز السكري والغدد الصماء، فالابتسامة والهدوء والروية، لا تفارق محياها، ولا تجدها أثناء عملها اليومي في مكان واحد، فهي دائمة الحركة، والتنقل، تعطي تعليماتها للاطباء حديثي العهد بالعمل الطبي ،سيما انها نائبة مدير المركز، وترسم وتزرع على سلوكياتهم الطابع الإنساني، من خلال مراقبتهم لها بتعاملها مع المرضى، فإنها خير معلم ومدرس لهذا المهنة الانسانية، وإن بسلوكياتها الانسانية تفرض على كليات الطب تدريس الانسانية كمادة أصيلة في مناهج الطب بالجامعات، وانها على علم بالفطرة والقدرة على وضع أولويات تعامل الطبيب مع المريض انسانيا قبل علاجه،ويكون ذلك منهاج ضمن مقرارات التعليم الجامعي ، انها تسوق الطب كمهنة انسانية، باحتراف، وبذلك*تشكل سمعة وطنية عن الطب الإنساني في الاردن

وكما كنت أرى في مركز ابو نصير الصحي مرضى، يطلبون بالاسم الدكتورة ديما درويش لتعالجهم، بسب تعاملها الإنساني والمهني، الذي يحتاجه كل مريض، كما أن إدارة الدكتوره شاديه ابو بكر لمركز التصوير الخاص بهشاشه العظام في مشفى البشير والذي كان المريض يُعطى موعداً ثلاثة أشهر لعمل صورة تتعلق بهشاشة العظام فقد اختصرت الدكتوره شادية المده بإدارتها المميزة إلى يوم واحد عندما استلمت ادارة إدارة القسم، اي أصبح المريض يأتي ويأخذ الصوره في نفس اليوم، وكم حصدت الدكتورة شادية ابو بكر دعوات من المرضى على هذا الإنجاز الإداري المتميز الذي احس بأنسانيته معاناة المرضى، وأوجد الحل، لها، واذكر في هذا المقام الدكتور الجراح الإنسان، فادي زهير عبيد، الذي تنقل للعمل في أكثر من مستشفى حكومي اخرها المدينة الطبية، وانك كمراجع يلفت انتباهك هدوئه مع كثرة المراجعين اليومي، انها نعمة من الله تحلى بها الدكتور فادي والاطباء الذين ذكرت انفاً، انهم يكرّمون الانسانية بهذا الأداء الإنساني الراقي، فهنيئا للاردن ومهنة الطب بهم