14-02-2024 08:36 AM
بقلم : أحمد الحوراني
يحمل جلالة الملك عبدالله الثاني على عاتقه مسؤولية الاستمرار في حشد الدعم والتأييد العربي والإقليمي والدولي لإيقاف الحرب على غزة التي تشهد حربًا شعواء نتج عنها نحو مئة الف من الشهداء والجرحى والمفقودين ومعظمهم على حد قول جلالة الملك في لقائه مع الرئيس الأميركي جو بايدن يوم أول من أمس من النساء والشيوخ والأطفال، الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه مما يعني ضرورة التحرك الجاد من قبل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لإرغام اسرائيل على إيقاف الحرب بشكل فوري وعاجل وبلا شروط خاصة وأن هذه الحرب كما قال جلالته ?تُعد واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث).
يحملُ جلالة الملك الهمّ العربي والقلق العربي المشروع إلى صُنّاع القرار في العالم منطلقًا من قناعاته التي طالما عبّر عنها حيث قال في أكثر من مناسبة إن الوضع في الشرق الأوسط بات شديد الخطورة وإننا نقف اليوم على حافة الهاوية، وأن الخطر لا يلف المنطقة وحدها بل يتجاوزها ليطال العالم كله، ولعل في ذلك جوهر محادثات القمة التي جمعت جلالته بالرئيس بايدن في إطار جهود وتحركات وجولات عربية وأوروبية وأمريكية قام بها الملك منذ اندلعت الحرب التي دخلت شهرها الخامس وما زالت دائرة العنف فيها تتسع حتى طالت الهجمات مدينة رفح ا?تي ذكر الملك بشأنها إن أي دخول لهذه المدينة سوف يجر المنطقة إلى مأساة إنسانية جديدة ويغرقها في بحر واسع من الدماء.
اليوم يقع على الولايات المتحدة أن تنتهز هذه اللحظة التاريخية التي يتكلم فيها جلالة الملك بصراحة متناهية ويتحدث بمنطق سديد يضع فيه النقاط على الحروف وهو يريد أن تثبت أمريكا أنها داعية سلام وأنها تسعى بشكل جاد لإيقاف الحرب إذ يعلم الجميع مقدرة الولايات المتحدة في التأثير على مجرى اتخاذ القرار الدولي وبالتالي التوصل إلى ايقاف الحرب وإنفاذ مطالب جلالة الملك عبدالله الثاني التي تتمحور حول ضمان إيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية بشكل مستدام فضلًا عن ضرورة التحرك والايمان بأن منطق القوة والسلاح لا يمكنهم? أن يضمنا الأمن والسلام لإسرائيل بقدر ما يكون ذلك ممكنًا ومتاحًا عبر أفق سياسي يقود إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعلى أساس حل الدولتين.
غني عن القول إن جلالة الملك عبدالله الثاني وبما يتحلى به من مكانة دولية رفيعة الشأن، يقود جهدًا سياسيًا ودبلوماسيا مكثفا ويقوم بتوجيهه نحو تبني قضايا الأمة العربية التي تتصدرها فلسطين عمومًا والحرب على غزة في هذه الآونة خصوصًا، ولطالما تمخضت جهود جلالته عن إعادة الملف الفلسطيني إلى واجهة الأحداث والاهتمام من خلال أنواع وأشكال مختلفة لنصرة القضية الفلسطينية.
لقاء قمة جمع جلالة الملك مع الرئيس جو بايدن، ورسالة الملك كانت واضحة كعادته وفي جوهر ما يركز عليه ويسعى إلى أن يراه واقعًا هو إيقاف الحرب أولا وأخيرا.
Ahmad.h@yu.edu.jo
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-02-2024 08:36 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |