حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4375

عفية عليكوا .. «مبارك لينا»

عفية عليكوا .. «مبارك لينا»

عفية عليكوا ..  «مبارك لينا»

15-02-2024 08:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : بلال حسن التل
إنجازات المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم في بطولة آسيا لا يجوز أن تمر هكذا مرور الكرام، ولا يجوز أن تكون مجرد فرحة عابرة. بل علينا التعامل معها كفرصة وطنية للمراجعة والتقييم والتقويم.

وعندي، أن أول الدروس المستفادة من هذا الإنجاز هي أن الإنجاز على الأرض هو وحده الذي يقنع الأردنيين ويستنهض هممهم، ويرسخ انتاءمهم، وهو الانتماء الذي عبر عنه الأردنيون بكثافة برفعهم لعلم بلدهم، وبارتدئهم لشماغهم الأحمر، وبتصويرهم للمنسف بكثافة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وكذلك الاحتشاد حول المنتخب الوطني الأردني، وخاصة لدى استقبالهم له يوم عودته إلى أرض الوطن. وهي ممارسات تجسد تجسيداً حسياً الانتماء للهوية الوطنية الأردنية، وهو تجسيد مارسه الأردنيون كافة، صبيانهم وشيبهم وشبابهم، رجالهم ونسائهم، مما يمكننا من?القول أن ما يصنعه الإنجاز على الأرض، تعجز عن صناعته كل خطب الدنيا وخططها النظرية.

فالإنجاز يحرك القوة الكامنة في الأردنيين، ويدفعهم للمزيد من البذل و العطاء، الذي رأينا الكثير من صوره خلال متابعة الأردنيين لمباريات منتخبهم الوطني، حتى وصل الأمر ببعضهم لبيع ممتلكاته للسفر والمشاركة في تشجع المنتخب الاردني.

ومثلما أن الإنجاز هو الذي يقنع الأردنيين، فإنه هو الذي يصنع للأردن إعلاماً لا يبني فقط رأياً عاما أردنيا ملتفاً حول وطنه، بل أنه يضع الأردن على خارطة العالم، كدولة إنجاز، وهو ما تعجز عن فعله كل المنشيتات الصحفية المنافقة والمقالات المفوترة!.

وبالتدقيق في إنجاز المنتخب الوطني الأردني، نجد أن الذين صنعوه هم كوكبة من شباب الأردن، المنغمسين في ثقافته الوطنية وتراثه الشعبي، الذين يدبكون (الدحية) و(الجوفية)، ولا يرقعون السنتهم بالفاظ أعجمية، والذين لم تلوثهم النظريات (المستوردة) التي تلاك في فنادق الخمس نجوم الممولة اجنبيا لافساد شباب وصبايا بلدنا.

الدرس المهم من إنجاز المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم، هو ان الانجازات الكبرى لاتحتاج إلى إمكانيات مادية كبرى، وتجربتنا الوطنية تؤكد ذلك بالأدلة المادية الملموسة، فبالرغم من قلة امكانياتنا المادية انجزنا مدينة الحسين الرياضية، وانجزنا الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك وكلتاهما بدأت كل منهما في مبنى صغير في مستنبت زراعي، ثم صارتا مفخرة تعليمية.

وفي ظل قلة الامكانيات المادية بنينا مدينة الحسين الطبية، مفخرة الطب على مستوى العالم، وبالرغم من أن منتخبنا الوطني لكرة القدم، من أفقر المنتخبات الآسيوية مادياً إن لم يكن أفقرها، إلا أنه استطاع أن يحقق انجازاً قارياً، ويدخل الفرحة إلى قلب كل أبناء الوطن وبناته، وأن يجدد جذوة الأمل في النفوس، مؤكداً أن الإنجاز يتحقق بالإرادة وبحسن الإدارة، لا بالإمكانيات المادية. وهو بالضبط ما أكده نشامى منتخبنا الوطني لكرة القدم (عفية عليهم) و(إمبارك لينا).








طباعة
  • المشاهدات: 4375
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-02-2024 08:21 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم