حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9915

قد تتأخر فتسبق الجميع

قد تتأخر فتسبق الجميع

قد تتأخر فتسبق الجميع

15-02-2024 08:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. هبة أبو عيادة
في عالم يسير بسرعة البرق، ميزته التغيير وسمته التجديد، قد يظن البعض أنّ التأخر عن الركب يعني الفشل، وأنّ اللحاق به مستحيل. لكن ماذا لو قلت لك أنّ التأخّر قد يكون أحياناً بمثابة نعمة؟ ففي حياتنا، قد نجد أنفسنا متأخرين عن الآخرين في العديد من المجالات، وقد نشعر بالإحباط واليأس تتأخر في تحقيق أحلامك المهنية، قد تتأخر في إكمال تعليمك، قد تتأخر في تحقيق أهدافك الشخصية. ولكن هل فكرت يومًا أن هذه التأخيرات قد تكون هي الدافع الحقيقي لك لتسبق الجميع؟

إذا نظرت للتأخر في حياتك من جانب إيجابي؛ فالحياة مليئة بالتحديات والعقبات التي تعي تحقيق أهدافك وطموحاتك؛ إذ نجد أنفسنا في موقف يبدو فيه أن كل شيء يعمل ضدنا، وأن كل الأمور تتأخر عن مواعيدها المحددة. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن النجاح لا يقاس بالسرعة التي نصل إليه، بل بالإصرار والتفاني الذي نبذله لتحقيقه. في بعض الأحيان، تكون التأخير فرصة لنا للنضج وللتحسينات الضرورية. عندما نتواجه بتأخير في تحقيق هدفنا، يمكن أن يكون ذلك فرصة لنقوم بتقديم تحسينات إضافية على المخططات الحالية، أو لاكتساب المزيد من الخبرة والمعرفة التي يمكن أن تضيف قيمة إلى العمل الذي نقوم به. في بعض الأحيان، يكون التأخير هو ما يميزنا عن الآخرين ويمنحنا الفرصة للتفوق والابتكار.

عندما تكون متأخرًا، تكون مضطرًا للعمل بجدية أكبر والتفاني في تحقيق أهدافك وتجد نفسك تبذل مزيدًا من الجهد والتركيز لتعويض ما فاتك. قد تكون هذه التحديات هي التي تجعلك أكثر إصرارًا وتصميمًا على النجاح. فالأشخاص الذين يتأخرون هم الذين يكونون أكثر الناس إبداعًا وابتكارًا. فبدلاً من الاندفاع وراء الآخرين، يمكنهم أن يستفيدوا من وقتهم الإضافي لتطوير أفكار جديدة ومبتكرة. بينما الآخرون قد يكونون مشغولين في تحقيق أهدافهم، يمكن للمتأخرين أن يكونوا مركزين في التفكير الإبداعي وتطبيق أفكارهم بطرق مبتكرة.

إذا كانت رحلتك تأخذ وقتًا أطول من غيرك، فلا تيأس ولا تستسلم. قد تكون هذه التأخيرات هي التحديات التي تجعلك أقوى وأكثر إصرارًا على تحقيق أهدافك. قد تتعلم دروسًا قيمة خلال هذه الفترة التي قد تساعدك في المستقبل. ولا تقارن نفسك بالآخرين، فكل شخص له رحلته الخاصة وطريقته الخاصة لتحقيق النجاح. ابقَ ملتزمًا بأهدافك وثابر على عملك بجدية وإصرار. قد تكون هذه الفترة من التأخير هي الفرصة التي كانت تحتاجها لتطوير مهاراتك وتحقيق أهدافك بشكل أفضل. والأهم ألا تستسلم أبدًا، فقد تتأخر اليوم ولكن يمكنك أن تسبق الجميع غدًا. اثبت لنفسك وللعالم أن قوتك وإصرارك لا يمكن أبدًا أن يُغلب.

وتذكر أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة: لا شك أنّ تأخّرنا عن تحقيق هدف ما قد يكون محبطاً، خاصةً عندما نرى الآخرين يتقدمون بخطوات سريعة بينما نحن لا نزال نتلمس طريقنا. لكن علينا أن نتذكر أنّ كلّ إنسان يسير بخطواته الخاصة، وأنّ المقارنة مع الآخرين لن تؤدّي إلاّ إلى الشعور باليأس والإحباط. وتذكر أن التأخّر فرصة للتعلم: من أهمّ فوائد التأخّر أنّه يمنحنا فرصة للتعلم من أخطائنا ومن تجارب الآخرين. ففي الوقت الذي يسارع فيه البعض نحو تحقيق أهدافهم دون تخطيط أو تفكير، نستطيع نحن أن نأخذ وقتنا في التخطيط والتقييم، وأن نتعلم من تجاربهم ونستفيد من أخطائهم. وتذكر أن التأخّر فرصة لإعادة تقييم أهدافنا: قد يكون تأخرنا عن تحقيق هدف ما علامة على أنّ هذا الهدف ليس هو الهدف المناسب لنا. ففي خضمّ سعينا وراء أهدافنا، قد ننسى أن نتوقف ونسأل أنفسنا: هل هذا هو ما أريده حقاً؟ هل هذا هو الهدف الذي سيجعلني سعيداً؟ وتذكر أن التأخّر فرصة لتنمية مهاراتنا وقدراتنا: قد لا نملك في بعض الأحيان المهارات أو القدرات اللازمة لتحقيق أهدافنا. لكن تأخرنا عن تحقيقها يمنحنا فرصة لتطوير هذه المهارات واكتساب هذه القدرات. فبدلًا من الشعور بالإحباط، يمكننا أن ننظر إلى هذا التأخّر كفرصة للتعلم والتطور. والتأخّر فرصة للوصول إلى القمة بأساس متين قد يتقدم البعض بخطوات سريعة، لكنهم قد لا يملكون الأساس المتين الذي يمكنهم من الاستمرار في الصعود. بينما نحن، من خلال تأخرنا، نستطيع أن نبني أساساً متيناً يضمن لنا الوصول إلى القمة بثبات وثقة.

في نهاية المقال أتفق وإياك عزيزي القارئ على حقيقة لا مفر منها أننا نعيش في عالمٍ يتسارع فيه كل شيء، وتتنافس فيه الأحداث والأفكار على الظهور والانتشار، ويمضي الوقت بسرعة مذهلة، ومعه يندفع الجميع نحو تحقيق أهدافهم وتحقيق أحلامهم. ومع هذا الضغط الدائم على الأداء والتفوق، يمكن للفكرة البسيطة جداً لكنها مهمة جداً أحياناً، أن تتأخر قبل الجميع، فلا تدع التأخير يحطم روحك، بل اعتبره فرصة لكي تتعلم وتنمو. قد تكون هذه التجارب هي التي تشكلك وتجعلك شخصًا أقوى وأكثر إلهامًا، فقد تكون القرارات الجريئة والتصرفات السريعة هي ما يفصل بين النجاح والفشل في عالم الأعمال. لذا، لا تتردد في التحرك بسرعة وتبني الفرص التي تأتي في طريقك، لا تيأس واستمر في المضي قدمًا بثقة وإيمان بقدرتك على تحقيق النجاح في النهاية في النهاية، وحقق النجاح المستقبلي الذي تحلم به، وأن الأهم هو الاستمرار في المضي قدمًا رغم التحديات التي قد تواجهنا. قد تكون فترة التأخر هي اختبار لإرادتنا وصمودنا، ومن خلال تجاوزها بإيجابية وثقة بأنفسنا والاستفادة من الفرص والإمكانيات وتسبق الجميع في النهاية.








طباعة
  • المشاهدات: 9915
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-02-2024 08:27 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم