15-02-2024 08:26 AM
سرايا - صدر حديثا للكاتبة سناء عقلة العبداللات كتاب بعنوان “ربيع القلب وريحانه” توقيعات نثرية. ويقع الكتاب في 121 صفحة من القطع المتوسط، ويضم خواطر وتوقيعات نثرية لمتذوقي الفكر والتفكر والتأمل والحث على زراعة الأمل في دروب الحياة، حيث استخدمت الكاتبة في صياغة خواطرها أسلوباً مزجت فيه بين أجناس أدبية نثرية وشعرية.
و قدّمت الكاتبة من خلال الكتاب رؤية بجرأة عالية، وربما أرادت أن تصرخ بصوت مرتفع لتعاين رغباتها الوجدانية وإيحاءاتها الحوارية، لشوقها العارم لوالدتها التي توفيت منذ ثلاث سنوات، فخواطرها رسائل شوق كقناديل تشع نورًا في قلب كل من استشف حروفها وتوقيعاتها النثرية، لتنهض مشاعر الحنين والأنين والعرفان بالجميل وما تلقنته من دروس وعِبر أضاءت خطى أيامها ولحظات الفرح الغامر في خطواتها من نصائح وحكم، كزوادة مفعمة يحملها القارئ لينثر حبات الفرح في بساتين المحبة والخير والعطاء في تعبير ما تختلجه النفس من مشاعر توّاقة وفيّاضة من أحوال وتأمل في صراعات عذبة للكلمات التي تستأذن الهبوط في صحراء الحالة وتدغدغ العقل والعاطفة.
وفي مقدمة كتابها تطلب الكاتبة من القرّاء بكل صراحة أن يفتحوا أعينهم للكشف عن المخزون الدفين من الخيرات والنعم التي ننعم بها بين خبايا الحروف والكلمات المتناثرة بين صفحات عملها الأدبي المشوق وبحس مرهف، معتبرة هذه الخواطر شعلة من المحبة والانتماء للأسرة والمجتمع كافة.
ويمتاز أسلوب الكاتبة العبداللات باللغة السردية العذبة، والتي قدمت فيها عرضاً شائقاً ضمن رسائلها من القلب إلى القلب، فلم تعزف من خلالها على أوتار فئة عمرية شبابية فقط، بل أتقنت العزف، فأطربت الجميع لما احتوته هذه الخواطر من معطيات منحت القارئ مساحة ليعبر عن آرائه وأفكاره بطريقة تحث على تحريك كل ساكن تستوطنه فسحات تأمل وتفكر، ليترك المجال لخياله كي يضع النهايات حسب رؤيته الخاصة كما يفعل الكاتب الذي يترك نهاية الرواية مفتوحة.
ولما كانت السعادة غاية إنسانية دائما وأبدا، وفاعلة في سياق حياتنا اليومية، ولما كانت طرائق تلمسها متشعبة ومستعصية الحصر؛ لأن دلالتها نسبيّة، لا تزال السعادة منشودًا إنسانيًّا على الدوام، ولا يزال الحنين إلى السعادة مطلبا ومسعى يحثنا على المزيد من النجاحات وبناء منارات تضيء قلوبنا لأجل من نحبهم ولأجل انسانيتنا البناءة التي تسقى من نبات حي من العطاء والكبرياء. وكان للكاتبة لمسات واضحة بين حنايا خواطرها لاشتقاق الخواطر من اسم ووصف والدتها المرحومة في جدارية لوحاتها الفنية التي بين يدي القارئ.
كما يتضمن الكتاب فصولا متنوعة نذكر منها: ( خطاك- الدّحنون- ولادة - أجراس – عزلة- حروف – نقش – رؤيا – الضفائر- دعاء- كلمات- عيناك- مرآة- لاجئة- الرحيل )، وغيرها، ساعيّةً للتعبير عن المشاعر بصوتٍ عالٍ وبقوة عارمة و بخيوط رقيقة تسهم في بناء يخلو من العواصف المؤذية.
يذكر أن الكاتبة صدر لها مجموعات متنوعة من قصص الأطفال ومن الخواطر منها: ( الصيّاد سامر وقصص أخرى – شجرة المحبة وقصص أخرى – عائدٌ إلى العقبة – رسمت في الغيم كلامًا- خطىً لي... ولك ).