15-02-2024 01:48 PM
بقلم : عوّاد إبراهيم حجازين
لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ
من أيّام كنتُ في أرض الكنانة ، ولستُ أوّلَ مَن يتحدّث عن طيب أهلها ، ففيهم الكرمُ العربيّ الّذي لا حدود له ، وعندهم أخلاقيات استقبال وتوديع الضّيوف كما لو كنت في عصر العباسيّين ، والبساطة في الحياة والتّعامل ، وكلّ ما دندن النّيلُ بمياهه العذبة تشعر برونق الطّبيعة واندغامها بأصوات المزارعين وعملهم في " الغيط " ، عرفت : التّرعة والسّواقي والأواري والصّنيف والقلقاس وأبو قردان ….. .
وبعد أحدَ عشرَ يومًا من الزّيارة وقد جُلْنا على ثلاث محافظات وزرنا الكنائسَ والمساجدَ وعلى أماكن أثرية خالدة في التّاريخ الفرعوني ، استأذنّا العودة للوطن الحبيب ، ووجبَ عليّ الشّكر .
ما أجملَ تلك الفرعونيّة !
ففي نطقِها بلاغةُ تعبير يفوق الوصف ، وفيه بوحٌ يذهب للأفق البعيد ؛ كنتُ أشكرها وأخي بجانبي على حُسن الضّيافة ، فقالت : أستاذ ، انتم غلبتونا ثلاثة أيام ، ولكن أنتم استضفتم المصريّين ثلاثين سنة ، وما في واحد منهم إلاّ وكان يشكر فيكم وفي أهلكم ، عندها سكتّ ولم أتفوّه بكلمة قطّ ، وانحنيتُ لألتقط شنطتي وغادرتُ المكان .
الكاتب : عوّاد إبراهيم حجازين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-02-2024 01:48 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |