17-02-2024 12:37 PM
سرايا - على سرير صغير في مستشفى النصر للأطفال غربي مدينة غزة، ترقد جثة رضيع فلسطيني متحللة، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة قسرا إثر حرمان "إسرائيل" له من حق العلاج، تاركة خلفها واحدة من حكايات الوجع الفلسطينية التي باتت لا تُحصى.
على مقربة من سريره، يعلو العلاج معلقًا في الهواء كالأمل المتلاشي، حيث لم يتمكن من الحصول عليه بعدما أجبر جيش الاحتلال الأطباء على مغادرة المستشفى، الكائن بحي النصر.
هذا الطفل، كما عدد من الأطفال الآخرين، تُركوا فريسة للموت البطيء، بعد اقتحام قوات الاحتلال لهذا المستشفى قبل عدة أشهر، ومنع إخراجهم لتلقي العلاج في مكان آخر.
حيث أكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة، وفاة 5 أطفال رضع في مستشفى النصر، والعثور على جثثهم متحللة؛ جراء طرد جيش الاحتلال للأطقم الطبية، ورفضه إجلاء هؤلاء الرضع حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة.
وعقب انسحاب جيش الاحتلال من حي النصر تأكد وفاة الأطفال على أسرة المستشفى.
وفي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال حاصرت مستشفيي “الرنتيسي” و”النصر للأطفال” غرب مدينة غزة، وأجبرت الأطقم الطبية على مغادرتهما.
وقال القدرة: “نتيجة رفض الاحتلال (الإسرائيلي) إخراج الأطفال الرضع المرضى من مستشفى النصر وإجلاء الأطقم الطبية، اكتشفنا أثناء أيام التهدئة وفاة 5 منهم” بعد أن تُركوا يواجهون مصيرهم المحتوم بمفردهم.
وفي 24 نوفمبر الماضي، بدأت تهدئة “إنسانية” في قطاع غزة استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وبعد انسحاب جيش الاحتلال من حي النصر، تبين للعيان الحجم الهائل من الدمار داخل قسم الأطفال الخدج في المستشفى، حيث ظهرت مشاهد صادمة لم تخطر على بال أحد.
فبين تحلل جثث الرُضع على الأسرة، وبين الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال داخل المستشفى، تبرز مشاهد مروعة داخل تلك هذا القسم، حيث تتناثر عظام صغيرة على الأسرة.
وبينما تسير في أروقة المستشفى المخصص للأطفال تجد أجهزة طبية مدمرة وجدران ساقطة من شدة القصف الإسرائيلي.
فيما يظهر تناثر للأدوية والعلاجات المخصصة للأطفال، التي من المفترض أن يكونوا حصلوا عليها للتعافي.
وخارج المستشفى، يظهر حجم الدمار والتخريب الهائل بعد توغل قوات الاحتلال، حيث تم تدمير الأسوار الخارجية للمستشفى، إضافة إلى تجريف الأراضي حولها، وتركها في حالة من الفوضى التامة.
وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة: “عقب انسحاب جيش الاحتلال من حي النصر، تم العثور على جثامين أطفال على الأسرة في المستشفى”.
وأضاف: “بالفعل ارتكب جيش الاحتلال مجزرة ضد الإنسانية في مستشفى النصر للأطفال”.
وأشار إلى أن الأطباء رفضوا طلب جيش الاحتلال مغادرة المستشفى بشكل فوري؛ لأن في المستشفى مجموعة من الأطفال المرضى يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، وأبلغوا الجيش أن تركهم سيؤدي إلى وفاتهم فورًا، وأنهم بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية والطبية.
وأوضح الثوابتة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أجبرت الأطباء على مغادرة المستشفى تحت تهديد السلاح، وبعد عشرين يومًا عادت الطواقم الطبية للمستشفى لتجد الأطفال المرضى توفوا جميعًا، وأصبحت جثامينهم متحللة ويخرج منها الدود.
وشدد على أن “هذه الجريمة مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف وكل الاتفاقيات الدولية”.
وحمّل الثوابتة، "إسرائيل" والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي مسؤولية هذه الجريمة.
ودعا الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي “إلى إعادة تأهيل وترميم المستشفيات التي تعرضت للتدمير والتخريب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
الأناضول
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-02-2024 12:37 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |