بقلم : غاندي النعانعة
يشكل الإعلام التربوي ركيزة أساسية في بناء مجتمع يستند إلى القيم والمشاركة الفعّالة.و يعتبر وسيلة تواصل حديثة تسهم في نقل المعرفة وتعزيز قيم العمل والمشاركة، و تتيح فرصة لتعزيز التثقيف و التوعية بالقيم الأخلاقية والاجتماعية، ليس في داخل المدرسة وحسب، بل في المجتمع ككل.

حيث يقوم الإعلام التربوي بنقل المعلومات و الأخبار سواء من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، أو الصحف والمجلات،و التلفزيون،و الإذاعة،ليستخدم المحتوى التربوي في تعزيز قيم العمل من خلال تسليط الضوء على أمثلة ناجحة تحفز الفرد على اتخاذ مواقف إيجابية في حياته.

كما يساهم الإعلام التربوي في تعزيز مفهوم المشاركة الاجتماعية من خلال تسليط الضوء على أهمية المشاركة في القضايا المجتمعية والفعّاليات الاجتماعية. إذ يمكن للبرامج التربوية تشجيع الفرد على المشاركة في الأنشطة الخيرية، والعمل التطوعي، وبناء علاقات إيجابية داخل المجتمع.
أما عن دوره في نشر ثقافة الإبداع، فإن الاعلام التربوي يلعب دورًا حيويًا في نشر ثقافة الإبداع بين الفرد والمجتمع؛ و من خلال وسائله المتعددة يتم تعزيز التفكير الإبداعي وتشجيع الأفراد على تطوير قدراتهم الإبداعية. فهو يقدم محتوى يلهم ويثري العقول، مما يسهم في تشكيل ثقافة تحترم الإبداع وتروج له.
و كما تعمل البرامج التربوية والمواد الإعلامية على توجيه الانتباه نحو قيمة الإبداع، سواء في المجالات الفنية، العلمية، أو الابتكارية.فإنها كذلك تشجع الفرد على التفكير خارج الصندوق، و تفتح آفاقه لفهم مفهوم الإبداع بشكل شامل، فعلى سبيل المثال، يعرض و يقدم قصص نجاح لأفراد ابتكروا وتفوقوا في مجالاتهم بفضل الإبداع.

وفي هذا السياق، يعزز الإعلام التربوي التفاعل والتشارك الإبداعي بين أفراد المجتمع إضافة الى أنه يوجه وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لتكون مساحة لتبادل الأفكار والإلهام، مما يسهم في بناء مجتمع يحترم ويقدر الإبداع.

وبوجه عام، يُعَد الإعلام التربوي جزءًا أساسيًا في نشر ثقافة الإبداع من خلال توجيه الاهتمام والتركيز نحو القدرات الفردية وتشجيع الابتكار والتجديد، و تعزيز قيم العمل والمشاركة من خلال توفير مجالات للتواصل والتفاعل الاجتماعي،تساهم في تكوين وجدان الأفراد سواء أكانوا طلابا، أو معلمين، أو أولياء أمور، وتوجههم نحو القيم الإيجابية، مما يسهم في بناء مجتمع قائم على التعاون والتفاهم المتبادل.