18-02-2024 09:21 AM
بقلم : د. نبيل الكوفحي
لم تسلم الامة من حالات ضعف في تاريخها، فكما ان الصليبين احتلوا المشرق الاسلامين ومنه فلسطين، زحف الاوروبيون تجاه الاندلس واحتلوا جزءا منها. في عام 474 هـ حاصر ألفونسو السادس الحصون والمدن التابعه لطليطلة، وظل في حصارها أربع سنوات، يدمر كل شيء حولهم، مع خذلان ملوك الطوائف في الأندلس لهم حتى سقطت بيده.
بعد عام واحد؛ وامام هدا الحال من التشتت والهوان، استنجد أهل الأندلس وأمراؤهم بيوسف بن تاشفين امير المرابطين في المغرب فاستجاب لهم على رأس جيش وتوحد مع جيش الاندلس. وقعت معركة الزلاقة في شهر رمضان سنة 479 هجرية ضد جيش مملكة قشتالة بقيادة ألفونسو السادس، حيث هزموهم شر هزيمة.
ثم بسبب تراخى ملوك الطوائف، اضطر يوسف بن تاشفين للعودة مرةً أخرى لنصرة الأندلس فى عام 481 هـ. ثم قرر بعدها إنهاء حكم ملوك الطوائف لما وجد منهم من خيانات. وبحلول عام 484 هـ ضم المرابطون معظم أراضى الأندلس. وقد سميت تلك الحقبة بحكم ملوك الطوائف حيث بلغت عشرين دويلة صغيرة، وعدت من اضعف مراحل الحكم الاسلامي في الاندلس وسبب في خسارتها بعد سبعة قرون على حكمها. ونذكر ما ورد على لسان عائشة أم الأمير أبي عبد الله الصغير:
نعم، ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال.
يتضح جليا كيف ان الفرقة افقدتنا الاندلس ، كما ثبت ايضا كيف كانت دولة المرابطين سببا لاطالة الحكم الاسلامي هناك. ان تجاوز حالة التفرق كان سهلا، فبعد سنة من سقوط طليطلة تم الانتصار. والان امتنا في حالة ذل وهوان، جعل العدو يقوم بحملات ابادة جماعية في غزة، وكما يسر الله الامير يوسف بن تاشفين لانقاذ الاندلس في معركة الزلاقة، فلعل الله ييسر من يغضب لحرمات دماء واعراض المسلمين؛ فينتصر لهم فينصرهم الله نصرا عزيزا مؤزرا وليس ذلك على الله بعزيز. ان شرفا كهذا ممكنا لمن أحب الله وأحبه، الاية الكريمة واضحة ( قُل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)، فاتباع طريق النبوة شرط واضح لنيل محبة الله، وتجارب التاريخ تخبرنا ان الفرص لا تتوقف.
والى قراءة في انتصار اخر ان شاء الله
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-02-2024 09:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |