بقلم : د.اسمهان ماجد الطاهر

الأردن هو أحد المساهمين الرئيسيين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وقد ظلت حماية المدنيين تشكل عنصرا رئيسيا في التفويض الذي يمنحه مجلس الأمن الدولي لتلك القوات.

إن مساهمة الأردن، ومشاركته في كل الاتفاقيات الدولية لحفظ السلام، كان دائما مهم جدا، ويتوافق مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة التي تضمن حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.

تلعب القوات المسلحة الأردنية دورا حاسما في الدفاع والأمن الوطني. وفيما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني، يلتزم الأردن، كغيره من الدول، بدوره الفاعل في حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.

ويشمل ذلك حماية المدنيين، والتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وضمان المعاملة الإنسانية لأسرى الحرب.

إن التزام الأردن بهذه المبادئ يعكس التزامه بدعم حقوق الإنسان والتقليل من تأثير النزاعات المسلحة على السكان المدنيين.

وهذا ما دفع القوات المسلحة الأردنية، خلال حرب غزة بإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/ 2 وتعزيزه بالأدوات الطبية اللازمة لنجدة المرضى المصابين جراء القصف العشوائي على المدنيين.

إضافة لذلك، قام الجيش الأردني بإرسال 2000 وحدة دم من مختلف الزمر الطبية، لمساعدة المصابين، الذين يحتاجون لإجراء العمليات الجراحية، لمصابي الحرب المستمرة على غزة، وطبعا تم ذلك بالتشارك والتعاون مع وزارة الصحة الأردنية.

لقد استقبل المستشفى الميداني الأردني الخاص/ 2 مساعدات الإغاثية العاجلة التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي، في عمليات الإنزال والتي اشتملت على مستلزمات ومواد طبية وعلاجية بواسطة المظلات للمستشفى الميداني الأردني جنوب قطاع غزة، لتقديم الخدمة الطبية ورفع قدرات الكوادر الطبية والتمريضية في المستشفى.

قوات الجيش العربي المصطفوية ظلت تعمل ساعية لحماية المدنيين في حرب غزة وفد وضعت ذلك هدفا أساسيا.

إن ارسال الأردن للمساعدات الإنسانية والمستشفى العسكري الميداني يتفق مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة التي تضمن حماية المدنيين أثناء النزاع المسلح.

ومن الأمثلة المهمة على تعاون القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، في مجال حماية المدنيين خلال حرب غزة، التنسيق والتعاون المشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي في حقيقية الأمر، بدات عملها منذ في الأردن عام 1967 وربطتها علاقة تعاون وثيق مع القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، من خلال دعم برامج التدريب حول القانون الدولي الإنساني، لزيادة الوعي والمعرفة بالقانون الدولي.

لقد شارك كبار الضباط من الجيش العربي عبر السنوات الماضية في اللقاءات الرسمية التي تجري من اجل تعزيز احترام القانون الدولي وحماية حقوق المدنيين.

كما يتم التأكيد على اهمية العمل المشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) والتي تقوم بموجب اتفاقيات جنيف (المعروفة أيضا باسم القانون الإنساني الدولي- IHL- أو قوانين النزاعات المسلحة- حيث يتعاون الجيش العربي مع اللجنة الدولية لمساعدة المصابين جراء الحروب والنزاعات والكوارث.

ويتضمن هذا التعاون من الناحية العملية، التنسيق مع اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، والقوات المسلحة وقوات الأمن، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني.

ولم تتواني القوات العسكرية، عن تقديم المساعدة اللازمة في مختلف الصراعات، التي جرت في الضفة الغربية وقطاع غزة.

لقد إستمرت القوات المسلحة الاردنيه بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لقطاع غزة، للتخفيف عن المصابين، والمدنيين، جراء ما يتعرضون له من ظروف انسانية صعبة، ودعم صمودهم على أرضهم بمختلف الطرق والوسائل، وتعزيز إمكانات المستشفيات بتقديم الخدمات الطبية والعلاجية، للمرضى والجرحى والمصابين في ظل الحرب على قطاع غزة.

جهود عظيمة للجيش الأردني، بقيادة رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، وبرعاية ودعم ملكي.

لقد كان للموقف الأردني الرسمي تأثيرا كبيرا على مواقف كثير من الدول، التي باتت تنادي بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وضمان استمرار تدفق المساعدات للقطاع، والتأكيد على أن حل الدولتين، هو الطريق الوحيد نحو تحقيق السلام العادل والشامل، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وهذا ما اكده جلالة الملك عبد الله الثاني خلال زيارته، للولايات المتحدة الأمريكية، حيث حذر بخطابه الاخير من الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة رفح المكتظة والواقعة في جنوب قطاع غزة، وما قد ينتج عنه من كارثة إنسانية جديدة.

الأردن وجيشه وشعبه بقلب واحد وموقف قوي ثابت من القضية الفلسطينية، حمى الله غزة العزة وبوركت كل الجهود الطيبة المبذولة لنجدتها.

aaltaher@aut.edu.jo