19-02-2024 11:20 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
أنتِ النزيهه ، أنتِ البريئه ، أنتِ الصديقه ،
أنتِ الوسيطه ، انتِ الأمينه وفيكِ العدالة
كأني بها تُجيبُ قائلةً ، الا تسمعون ! الا تبصرون !!
ايها العرب !! مالَكُم ؟ كيف تَحْكُمون على الامور ؟؟
لا تتردد ولا تجلس ثلاثة أيام بلياليهن لتختار للعرب كلمات منمقة تراعي فيها مشاعر مليارين من البشر
( ما بين مسلم وعربي ) رقم كبير ، اليس كذلك !!
لا يهمها هذا الامر فلا هي قلقة ولا هي بوارد ارضاء احد لا بكلمةٍ منمقةٍ جميلةٍ ولا بموقفٍ فيه رائحة من النزاهة او البراءة او الحياد او الامانه او العداله ، فهي تقول بالفم المليان على السنة الناطقين باسمها من ذوي البشرة البيضاء والسمراء والبنية والحنطية ومن كل من له علاقة بالإدارة هناك تقول انها هي التي تخوض وتقود هذه الحرب الأبشع والاكثر إجراما ودموية عبر التاريخ ، ولن اكون اقل منهم حرصاً في اختيار الكلمات فلن ابحث عن كلمة فيها رائحة استسلام او ذل او هوان وليكن طوفان فوق هذا الطوفان الذي سَتغرَقُ فيه لا محاله ، فكل النتائج التي تحققت الى لحظتنا هذه تؤكد بلا شك انها غَرِقَت او أُغرِقَت في هذا الطوفان الذي جُرَّت اليه جَرَّاً .
هي الاحوج على الاطلاق لمَخرَج يُبقي على شيء من مهابتها العسكرية التي تدحرجت فوق ارض المعركة امام الصغير والكبير، واسمع إن شئت لما قاله الرئيس السابق واللاحق " ترامب "يوم امس عن وضع دولته، فهو يصفها بما لو قاله غيره من خارج بلده ربما أودت به الى ما لا يحمد عقباه ، فهو يقول ان دولته تنهار وانها اصبحت كأي دولة من دول العالم الثالث وان من يحكمها اليوم هم فاشيون،وان بلاده ذاهبة الى الجحيم بسبب سياسة رئيسها الحالي ، هذا ما قاله حرفيا امس .
لا يوجد ما يشير الى وجود مثقال حبة من خردل من الحكمة في دخولها هذه الحرب التي تخوضها من اي ناحية كانت ، سياسية او عسكرية أو اقتصادية، فقد ثبت للدنيا بأسرها انها استَخدَمَت اقصى ما تملك من قوة عسكرية مُدمِّره ، فما أبقت من أسلحة مُحرَّمة او غير مُحرَّمه إلا واستخدمتها وهنا مربط الفرس وهنا السقوط الاستراتيجي قصير ومتوسط وبعيد المدى الأعظم عندما رأى العالم اجمع ان كل هذه القوة استُخدِمَت فقط لقتل الاطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ودور الإيواء ، وراى العالم ان القوة القتالية البشرية لقوات النخبة لديها كان ادائها صفرا ،،، وانها انهزمت .
هي تَخلَعُ عنها ما نخلعه عليها نحن العرب من كل مفردات الصداقة والمودة والمحبة والتسامح والتعايش ومن كل مفردات السلام وكل الادبيات والأخلاقيات لإثبات حسن السلوك ، وهذه كلمات غير موجودة في القاموس الامريكي على الاطلاق ولذلك لغتنا معها غير مفهومة وإن فُهِمت فلا تعني لها شيئا ونقطع لها من المواثيق والعهود والوعود وكل ما يرضيها عنا لنحظى بعد ذلك منها بكلمة باهتة تكون في اغلب الاحيان زلة لسان او هي في الاصل تأتي بطبيعة الحال لتكون تتمة كلام ، نتقرب اليها بكل فرائضها علينا والنوافل فتكافئنا بقصفنا بالقنابل .
ربما يكون لما تُفرِزُ هذه الحرب من نتائج في القادم من الايام ما يقلب الموازين التي بدأت تظهر بوادرها وإن كانت الان تحت رماد هذه المحرقة الكبرى التي ستكون عواقبها وخيمة وستحرق كل الايدي التي امتدت لتأجيجها وزادت من إشعالها ولهيبها الذي احرق الاطفال والنساء والشيوخ والشباب وأن هذا الحال الشديد الاعوجاج لن يدوم وان أيامه باتت معدودة لأن سُنَّةَ الله في الأرض أن الظلم وإن طال لا بُدَّ ان يُهزَم .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2024 11:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |