21-02-2024 09:35 AM
بقلم : مصعب أحمد النمرات
قبل إنطلاق كأس آسيا في قطر كان طموحنا كأردنيين سواء الرياضيين أم غير الرياضيين هو تجاوز دور المجموعات بعد سلسلة كبيرة من الهزائم في المواجهات الودية وحتى الرسمية ضمن تصفيات كأس العالم ، كان مؤشر التفاؤل لدينا شبه معدوم بأن يحقق منتخبنا إنجاز أكبر من تجاوز دور المجموعات .
بدأت البطولة وفاز منتخبنا بأول مبارياته وبأكبر نتيجة في الدور الأول على المنتخب الطاجيكي وكذلك حتى بعد الفوز الأول قلنا قد تكون هبة معنويات أو شحنة من القهر المتراكم وتم إفراغها بهذه المباراة ، ولكن ما توالى بعد ذلك ، أظهر بأن هناك أبطال يولدون من جديد ، رجال مغاوير لا يشق لهم غُبار ، أصبحنا نمسح عيوننا ونظاراتنا ألف مره بكل مباراة هل فعلاً هذا اللاعب فلان والذي كان أداءه كذا وكذا ؟ لا لا مستحيل ااااووووووه أنظر هذا اللاعب فلان هل أمعنت النظر بما فعل وما حصل ؟ وبالختام كان منتخب يتربع على قمة عرش القارة بلا منازع وأسكت الجميع بما قدمه داخل المستطيل الأخضر .
كافة القنوات والمحلليين كانوا كلاً حسب إختصاصه يحللون الأداء الفني والتكتيكي وخطة اللعب ، وكيف تمكن من الفوز بطريقة اللعب اربعه اربعه اثنين او ثلاث اربعه ثلاث وهكذا ،،،
أما بالنسبة لي وبحكم تواجدي داخل الحدث ولمواكبتي عدة بطولات مجمعه للمنتخب الأردني داخل قطر ، كنت أتابع الأحداث من زاوية أخرى ، لم تكن فرحتي بما أُشاهده خارج الملعب تقل عما يحدث داخل الملعب ، كانت الألتراس التابعة لأنديتنا الحبيبة تجعل المباراة تبدأ قبل بدايتها الحقيقة بأيام ، ويا لجمال وروعة المشاهد التي كُنا نشاهدها ! هذا من ألتراس الرمثا وهذا من الفيصلي وهذا من الوحدات وهذا أعرفه إبن الحسين وكذا وكذا ، إنصهرت كافة روابط المشجعين لتخرج لنا بسبيكة ذهب عيار يفوق أغلى أنواع الذهب ، كان منظر المشجعين وهم يرتدون ألبسة فرقهم وأكتافهم متلاصقة قبل حناجرهم بالهتاف للمنتخب وبصوت واحد وأهازيج تحرك الحجر وتُيقض الموتى من قبورهم ، وقتها أدركت وكما أدرك الجميع بأن هذا هو السبب الرئيسي الذي أيقظ النشمي الأصيل داخل النشامى ، المحارب المقاتل الذي مرض ولم يمت قبل البطولة ، كان اللاعبون يقدمون أضعاف أضعاف ما لديهم من طاقات وفنيات ، ولسان حالهم يقول لن نخذل ذلك الجمع ولن نكسر لكم شوكه ولن نكن سبب في خروجكم من الملعب مطأطئين رؤوسكم ، والحمدلله حدث الإنجاز الذي كان من الصعب جداً أن يحدث أو حتى مستحيل منطقياً .
ندائي ورجائي إلى كُل روابط المشجعين للأندية الأردنية كونوا كما كنتم بالدوحة ، تذكروا أيامكم معاً ، تذكروا الأيام الجميلة التي قضيتموها معاً ، تذكروا كيف كنتم تشدون عضد بعضكم البعض عندما كان يقرر أحد مشجعي المنتخبات الأخرى إستفزاز أحدكم ، تذكروا الطرق التي كنتم تُسكتون بها منافسيكم ، تارة بالشعر وتارة بالأهازيج وتارة بالكلام الراقي والجميل ، وكُنتم سفراء فوق العادة لأنفسكم ودولتكم وأنديتكم كذلك ، الكل هنا تحدث عنكم وعن أنديتكم بكل خير ، الكل في قطر تحدث عن دوركم في وصول منتخبكم لما وصل إليه ، حتى بعد مغادرتكم صوروا أماكن تجمعاتكم وهي فارغه وعنونوا مقالاتهم ( هذه الأماكن فقدت الروح عندما غادرها مشجعين المنتخب الأردني ) هنا كانوا يهتفون كذا وهنا كانوا ينصبون حلقات الدبكة والهجيني ، لذلك أعتقد بأنه تولد لديكم قناعة تامه لا يشق لها غُبار أن التشجيع ليس بالسباب ولا الشتائم ، بل بالعكس تماماً ، أرجوكم أعيدوا لنا أيام الدوحة من على مدرجات ملاعبنا في الأردن ، أنا لا أدعوكم عن التخلي عن عشقكم لأنديتكم كلاً حسب النادي الذي يشجع لا بل العكس تماماً ، أُريدكم أن تُشعلوا المدرجات قبل أن تشتعل المباراة على أرضية الملعب وتغنوا بأنديتكم طوال ال 90 دقيقه دون توقف ولكن بالشحن الإيجابي بالأهازيج والعبارات الأكثر من جميلة والتي كنا نسمعها منكم في قطر ، ولكن بعد إنتهاء المباراة نقف عند هذا الحد ونبارك للفائز وندعوا بالتوفيق للخاسر بالقادم ، حتى لو كان لدينا أي ملاحظات أو غضب من شيء معين فلنعبر عنه بالطرق الحضارية دون الإساءة للخصم ومشجعيه ، وليكن إنتقادنا بنّاء لنادينا وغير هدام لمنافسينا ، الأردن أولى بكثير أن نكون بداخلها كما كنا خارجها ، أرجوكم لا تحولوا المدرجات لتصفية الحسابات وتشميت الناس بنا فالمتربصين بنا كُثر ، وما يحيط بنا من أحداث أكبر وأهم من خسارة مباراة كُرة قدم ، فغيرنا يخسر الأرواح تلو الأرواح ونحن نخسر أنفسنا بالتخلي عنهم وإثارة وإفتعال المشاحنات فيما بيننا من أجل كرة قدم .
أثق بكم كل الثقة بأنكم ستكونون على العهد والوعد كما كُنتم في قطر ستكونون في الأردن وهي أولى بأن نكون بها كما كنا بغيرها .
دُمتم بود وتمنياتي بالتوفيق للرياضة الأردنية بشكل عام .
حفظ الله الأردن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-02-2024 09:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |