22-02-2024 09:24 AM
سرايا - بحرج شديد وغصّة تكشف أسيرة فلسطينية من قطاع غزة بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تفاصيل التعذيب الذي تعرض له خلال فترة اعتقالها.
الأسيرة البالغة من عمرها 31 عاما والتي كانت تعيش مع أشقائها في شمال غزة، تقول إنها أجبرت على التعري مرارا، بينما تأتي شهادتها بعد أيام من كشف خبراء الأمم المتحدة عن تعرض أسيرات للتنكيل والتحرش وإجبارهن على التعري وتقارير أخرى أكدت تعرض أسيرتين للاغتصاب.
وفي شهادتها التي نشرها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، تقول الأسيرة: "في بداية العدوان على غزة بدأ القصف من طائرات الاحتلال في محيط منطقتنا، بما في ذلك قصف منازل، ما أثار الخوف والهلع لدي".
وذكرت أنها خرجت من المنزل مع شقيقها وزوجته في 2023/10/18 الساعة 1 ظهرا إلى مدرسة الفاخورة ومكثوا فيها تقريباً حتى منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بعد إلقاء طائرات الاحتلال الاسرائيلي منشورات بإخلاء المنطقة.
خلال هذه المدة، تضيف: "قصفوا المدرسة علينا، كان قصفا مدفعيا من الدبابات، فانتقلنا إلى مدرسة حفص في معسكر جباليا عند بركة أبو راشد".
وتابعت: "بتاريخ 2023/12/1 الساعة 7 مساء، ألقى جيش الاحتلال قنابل دخان أبيض استشهدت على إثرها نادرة الطويل 55 عاماً حيث انفصل رأسها عن جسدها بعد إصابتها من قنابل الاحتلال، وحضرت سيارة الإسعاف بعد نصف ساعة وأخذتها.
وقالت: "كانت قنابل الغاز تدخل بالصفوف وينبع من القنابل دخان كثيف، لم نر شيئا بسبب انتشار الدخان في المكان. كما أدى إلى حرائق بالخيم المتواجدة داخل المدرسة".
وأشارت أن طائرات الاحتلال ألقت في صباح اليوم التالي منشورات بإخلاء المدرسة والتوجه إلى حي الدرج والتفاح، فتوجهت إلى مدرسة لا تعرف اسمها، وفي ساعات الليل كانت تسمع قصفا كثيفا (حزام ناري) في محيط المدرسة.
وذكرت أنها قررت النزوح إلى الجنوب فتوجهت مشياً على الأقدام إلى حاجز نتساريم عبر ما يسمى الممر الآمن.
وقالت: عندما وصلنا، أمر جنود الاحتلال الاسرائيلي عبر مكبرات الصوت النازحين الجلوس على الأرض لانتظار بقية الناس. انتظرنا نصف ساعة وبعدها طلبوا منا أن نتحرك عبر الممر وأن نرفع الهوية وأن يكون مسافة بين الشخص والآخر.
وتابعت: "نادى جنود الاحتلال عليّ، وطلبوا منى الهوية، وما كنت أحمل من أغراض (شنطة ملابس ويوجد بداخلها أسوارة حية وسنسال خفيف ًوخاتمين وحلق ذهب وهاتفين و2000 شيكل)، وطلب مني أحد الجنود أن ألقي أغراضي وكل شيء على الأرض وأن أدخل في الخيمة التي تقف عندها مجندة، وهي خيمة مغلقة ومفتوح منها جزء بسيط مثل باب. ألقيت ما في يدي ودخلت الخيمة".
وذكرت أن المجندة تحدثت معها باللغة العبرية، وكان جندي من الخلف في الخارج على جانب باب الخيمة يترجم لها وللمجندة.
وقالت: طلبت مني المجندة عبر مكبر الصوت وهي تقف أمام فتحة الخيمة أن أخلع ملابسي، بما فيها الملابس الداخلية، وأن أقوم بنفض الملابس وألقي بها على الأرض وأن أقوم بثني الجزمة ونفضها، وأن أنقض شعري وأنفضه.
وأضافت: بعد أن خلعت ملابسي جميعها صرخت المجندة وأمرتني بارتداء ملابسي بسرعة وبدون حجاب، ثم قيدت يدي إلى الأمام بقيود بلاستيكية، وعصبت عينيّ بقطعة قماش وأجلستني على تلة رملية.
وتابعت: بعد دقائق اقتادتني إلى خيمة فيها كرسي ومحقق سألني عن إخوتي وعن عملهم، وادعى أن أخي في القسام. قلت له أني لا أعرف شيئاً، فبدأ يصرخ علي ويقول لي: كذابة.. أنتم كذابين، وضرب بيديه على الطاولة استمر التحقيق 5 دقائق، وقال المحقق: إذا أردت الخروج أجيبِ على كل سؤال وتعاملي معي، وبعدها قال خذوها من هنا.
وواصلت روايتها: ألقوا بي على الأرض تحت الشمس حتى الساعة 6 مساء، وكنت أرى من تحت العصبة، حيث شاهدت نساء معتقلات، كان من ضمنهن مرضعة أطلقوا سراحها الساعة 2:30 مساء.
وأكدت أن الجنود والمجندات كانوا يشتمونهم ويسبونهم بكلام قذر جداً، وأنها طلبت منهم مياه للشرب، وأن تدخل الحمام ولكنهم رفضوا وشتموها.
وقالت: كنت أجلس ورأسي بين ركبتي كما أمرتني المجندة. ومساء شعرت بالبرد فطلبت منها غطاء فأحضرت بطانية ووضعتها علىّ ثم سحبته إلى أسفل وكأنه لم يكن.
في حوالي الساعة 7مساءً اقتادوها إلى غرفة أرضيتها من الحصى مقيدة اليدين معصوبة العينين.
وأضافت: بعد ساعة اقتادوني إلى سيارة جيب وأخذونا إلى معتقل اسمه زيكيم. وهناك أمرتني المجندات بخلع ملابسي كلها وأعطوني بيجاما رمادية اللون، ارتديتها بدون ملابس داخلية وبدون حجاب. ثم قيدوا يدي وعصبوا عينيي وأدخلوني عند الطبيب الذي فحصني وسألني إن كنت أعاني من أمراض. ثم اقتادوني إلى بركس، وأعطوني فرشة رقيقة جدا وصغيرة لا تكفي لجسمي وبطانية.
وتابعت: نمت وأنا مقيدة اليدين ومعصوبة العينين، وبعد نصف ساعة أيقظتنا المجندات وكانوا كلما نمنا يقومون بإيقاظنا ويأمروننا بالجلوس على ركبنا، ويقوم الجنود والمجندات بشتمنا بألفاظ نابية ويوجهون السلاح علينا بالليزر ويقولون لنا أحدهم: من أطلق النار عليها أولا؟
في اليوم التالي الساعة 8 صباحاً، أخذوا المعتقلات للتحقيق، وجاء دورها للتحقيق الساعة 6 مساءً، تقول: كنت في كونتينر صغير كان يوجد شاشة كمبيوتر وكان جندي يكتب على الجهاز، ومجندة كانت تحقق معي.
وأشارت إلى أنها تعرضت للتحقيق وأنهم حاولوا تجنيدها للعمل معهم، وتعرضت للضرب والتهديد بقصف منزلها.
وقالت: المحققة قالت لي سنقصف الجميع ونمسح غزة وسنقصف الأبرياء وغير الأبرياء. تركتني لمدة 3 ساعات بغرفة لوحدي مقيدة بقيود حديد، يدىّ ورجليّ بالكرسي الحديد وقطعة قماش على عينيّ. بعدها جاء محقق كبير يرتدي بدلة خضراء وكشف الغطاء عن عينيّ، كان معه ورقة سألني عدة أسئلة عن أحداث 7 أكتوبر والمشاركة فيها. بعدها جاءت مجندة لم تعجبها إجاباتي وألقت الورقة بوجهي وقالت لي أنتم كذابون، قالت لي غدا شاهدي ماذا سأفعل بكِ.
وأضافت: بعدها نقلوني إلى بركس كله شبك مسقوف بالواح الصفيح (زينكو). كنا 5 نساء وبقينا في المعتقل 5 أيام. وكانت معتقلة من سكان جباليا، هي الشاويشة، جاءتني الدورة الشهرية وطلبت منها فوطاً، فأحضرت لي فوطة واحدة فقط، والباقي كنت أستخدم ورق لفات موجودة في الحمام الذي كنا نذهب إليه ونحن مقيدات اليدين بقيود بلاستيكية، أقول لها لا أعرف فتقوم الشاويشة بمساعدتي.
وأشارت إلى أنها نقلت بعد 5 أيام إلى سجن الدامون في حيفا، وحجزت في غرفة صغيرة، بعدها نقلوا للتحقيق بشكل منفرد.
وقالت: بدأ الضابط بالتحقيق معي حول انتخابنا السنوار، وسألني عن أخوتي وسألني إذا اشتغلت في التنظيمات. وسألني هل نشرت على حسابي عبر فيسبوك عن 7 أكتوبر. استغرق التحقيق 5 دقائق، وبعدها أخذتني مجندتان إلى غرفة صغيرة مثل ممر وأمرتني إحداهما بخلع كل ملابسي وبدأت بالتخبيط على جسمي كله، وكانوا يضحكون ويتكلمون باللغة العبرية وأنا عارية.
أضافت: بعدها قالوا لي ارتدي ملابسك. أخذوني إلى غرفة طبيب للفحص وبعدها أخذوني إلى غرفة يوجد فيها 12 معتقلة من غزة. وأعطوني فرشة رقيقة جداً، وبطانية، وأدخلوني في غرفة يوجد في الغرفة 5 أسرة، والباقي على الأرض.
وأشارت إلى أن الحمام بداخل الغرفة بدون ماء، وهناك منديل ورقي عدد واحد فقط، كان هناك صنبور مياه للشرب لكنها غير صالحة للشرب.
قبل الإفراج بأربعة أيام اقتادوها إلى التحقيق وهي مقيدة بقيود حديدية، وحقق معها لمدة 30 دقيقة.
وقالت: مساء الخميس 2024/1/18 أدخلونا واحدة، واحدة إلى غرفة صغيرة وأمرتني المجندة بخلع جميع ملابسي، وفتشتني، بعدها أمرتني بارتداء الملابس واقتادوني إلى غرفة أخرى وبصّموني مرة أخرى. ثم قيدوا يدي وقدمي وأصعدوني في ميكرو باص عبارة عن صندوق حديد شبك لا أرى أي شي يوجد فقط به فتحات للنفس بقدر أصبع، وسار بنا حوالي 4 ساعات، وكان يدخل علي هواء بارد جدا أثناء السير.
وأضافت: أنزلونا في معتقل ونمت على فرشة رقيقة جدا وحرام خفيف جدا. كنا نرتجف من البرد الشديد، وكانت المسنة فهيمة الخالدي وهي إحدى المعتقلات تصرخ من شدة البرد، جاء الجنود وأمروها أن تسكت.
وذكرت أنه في اليوم التالي أفرج عنها مع معتقلين آخرين عبر معبر كرم أبو سالم شرق رفح، ومن هناك نقلت إلى مركز الإيواء في مدرسة ذكور الطائف الاعدادية في الحي السعودي برفح، مع 5 نساء منهن معتقلات مفرج عنهن.
وختمت بقولها: الوضع سيء جدا. أتمنى أن تنتهي الحرب بأسرع وقت، وأعود للعيش بسلام وأمان في غرفتي الزينكو في حوش منزل أهلي.