22-02-2024 02:46 PM
بقلم : محمد عبدالله الروابدة
بالفعل انها حربٌ كاشفة ، كاشفة للمواقف وكاشفة للأشخاص والمبادئ ، ولكن أهم ما كشفته كان عيوبنا.
عيوبنا كمجتمعات وعيوبنا كافراد وعيوبنا كفكر ، وبما أننا عرب اهل الفطنة والفراسة ومن أنزل الله منا نبياً يتحدث بلساننا اللسان العربي المبين والله اعلم حيث يضع رسالته. فكيف وصلنا الى هذه الحالة المتردية من الفكر والعقل الجمعي المشرذم ؟!
عندما نتحدث عن نهضة الدولة _أي دولة _ فانها تبدأ من الديمقراطية وصولاً الى الدولة الحديثة الحامية لمصالح شعبها ووحدة أراضيها ولكن هل تأتي الديمقراطية من قرار او منحة ؟!
اذا كانت الديمقراطية بناء فإن الوعي اساسه فانظروا كيف صنعوا منا طبولاً جوفاء غير قادرة على التفكير حتى .
الوعي يتشكل في الإنسان منذ ولادته وتتحكم به عدة مؤثرات منها الاسرة ومستواها الثقافي والاقتصادي ثم تأتي المدرسة بمعلميها ومناهجها ثم الجامعات ببيئتها الحاضنة للتفكير وصقل الشخصية ثم يأتي الإعلام وهنا المقتل!
الإعلام في الانظمة الديمقراطية هو رافعة الفكر والوعي والقادر على حشد الامة نحو مشروعها الوطني والقومي النهضوي والذي يجب ان يكون حراً وصادقاً وموضوعياً لا تسيطر عليه السلطة الحاكمة ولكن تلعب دور كما دور مؤسسات المجتمع المدني في بيان رأيها واخبارها وسياساتها وقراراتها وتجادل الفكر بالفكر وتترك للجماهير حرية الالتفاف حول من يصدقون.
ولكن الامر في الانظمة غير الديمقراطية مختلف جداً فتجد السلطة مسيطرة على جميع وسائل الاعلام ومن المستحيل ان تفسح المجال لأي رأي او فكر خارج عما تقرره او تريده .
علينا أن ننظر الى حرب الإبادة الآن في غزة ونرى ما يحاول الاعلام ان يرينا إياه وما يحاول ان يمنعنا عن رؤيته حتى بتنا نملك وعياً مشوهاً يترك الجاني ويتهم المجني عليه
انا مرتاح الضمير جداً عندما اقول أن القضية الفلسطينية لا تخضع لحرية الرأي والأفكار المتباينة ، ببساطة فانها قضينا جميعاً فإذا كنت مسلم فان فلسطين ارض اسلامية محتلة تحريرها فرض عين على كل مسلم ، واذا كنت عربياً فان فلسطين جزء من الامة العربية الواحدة " ذات الرسالة الخالدة " . واذا كنت شيوعياً فان الشعب الفلسطيني يقتل على يد قوة رأس مال غاشم ، واذا كنت ليبرالياً فان الصهاينة يرتكبون مجازر التطهير العرقي ضد فئة من البشر ، واذا كنت اردنياً فإن فلسطين هي جارتك المستغيثة من زانٍ مغتصب دخل حجرتها في ليل أكحل .
ببساطة يكفي ان تكون انسان حتى تشعر بأن فلسطين قضيتك وان أطفالها لا يجوز ان يقتلوا جوعاً وعطشاً .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-02-2024 02:46 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |