25-02-2024 10:08 AM
بقلم : محمد حسين فريحات
المقاومة اليوم وبعد مرور ما يزيد عن خمسة أشهر من المقاومة والصمود الإسطوري، وأمام آلة الحرب الأمريكية، وهمجية وبربرية الكيان الغاصب ، تعرت الأنظمة من مبادئها واخلاقياتها، فُضحت المواقف العالمية العربية، وكُشف القناع عما يسمى مؤسسات المجتمع الدولي بمختلف أشكالها وأنواعها، والداعمة للحقوق والحريات العامة،وتمكين المرأة، وحقوق الطفل، مقابل ما يحدث من مجازر وجرائم تطهير عرقي في قطاع غزة وعلى مرأى ومسمع العالم.
ويعلم العالم بأن حركة المقاومة الإسلامية حماس وحلفائها من المقاومة الداخلية والخارجية في مواجهة المحور الصهيوصليبي، والمحور العربي الصامت، والصمت مشاركة في الجرائم التي تُرتكب بحق قطاع غزة وفلسطين، وما يُؤسف له أن بعض الأنظمة العربية تخلت عن أضعف الإيمان بالكلمة، وبعضها قدم المساعدات المدفوعة، للمساهمة في إستمرار بربرية الكيان الإسرائيلي والتجويع الممنهج للقطاع، وتاجر البعض بدماء أهل غزة الصامدون رغم الحصار الظالم من قبل القاصي والداني والعدو والصديق، وقوله صل الله عليه وسلم:(إذا لم تستحِ فصنع ما شئت).
ومعركة طوفان الأقصى شكلت منعطفاً تاريخياً في الصراع العربي الإسلامي مع اليهودية والمسيحية الغربية، ونقطة فارقة غير مسبوقة في تاريخ الصراع منذ عام (1948) الا بعض الانتصارات لبعض الدول العربيّة، وبعضها وهمية.
وجاءت نتائج المعركة بحسب الخبراء والمحللون لصالح محور المقاومة ، المتمثلة في حركة المقاومة الإسلامية حماس وحلفائها المدافعين عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف، رغم الدمار الشامل والمجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي أُرتُكبت كردة فعلٍ للكيان الغاصب على معركة السابع من أكتوبر، والتي شكلت صدمة عسكريةً وأمنيةً وسياسيةً للإحتلال وقوى الاستكبار العالمي (امريكا، وأوروبا) وحلفائهم من العرب والعجم، مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل العسكري المباشر لإدارة المعركة بعد كسر ذراعها الطولى اليهود، ودعمها المطلق بمد جسر جوي وبري وبحري للإحتلال، وتوظيف كافة الإمكانيات التقنية واللوجستية لهذا الكيان الغاصب والعنصري، وترميم ما كُسر من هيبة هذا الجيش الذي لا يقهر، وهددت وتوعدت من أي تدخُل عربي أو إسلامي لتوسيع نطاق الصراع والمعركة خارج القطاع.
كشفت هذه المعركة جزءاً من مخططات وأهداف الصهيوأمريكية بالاتفاق بالإجماع على تهجير أبناء قطاع غزة والضفة الغربية، ويزعم مراقبون بأن البنية التحتية لهذا التهجير جاهزة، وان مصطلح حل الدولتين أصبح من الماضي ومعدوم الفاعلية، وذلك بتصريحات الكيان الحكومية الرسمية وأعضاء الكنيست.
وخلاصة القول بأن المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية لأمريكا وأوروبا والعالم المتحضر سقطت أمام مشاركتها المباشرة في جرائم الاحتلال المروعة، والتي أدت إلى استشهاد 29 ألف شخص و 68 ألف جريح 10 آلاف مفقود، ودمار شامل للمساكن والبنية التحتية، ومع كل هذه الجرائم المرتكبة من قبل الإحتلال الإسرائيلي والتجويع الممنهج، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض الفيتو ثلاث مرات متتالية دلالة على موافقتها على استمرار الحرب ودعمها الكامل والمطلق للإجرام الإسرائيلي، وبذلك الصورة الحضارية لها انكسرت أمام العالم،
والإدارة الأمريكية مصرةً على عدم وقف إطلاق النار، ويدعون بأنهم مع مفاوضات تفضي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وصفقة تبادل لتحرير الأسرى، وزيادة المساعدات الإنسانية والصحية لأبناء القطاع والتي بحسب المراقبين انعدمت ، وهناك ما يشير إلى وجود مجاعةً حقيقيةً في القطاع المحاصر جواً وبراً وبحراً، لأكثر من 2,3 مليون شخص، والسعي الجاد لتحقيق هدف الصهيو أمريكي وحلفاؤه بتهجير ابناء القطاع والضفة وسلب كافة حقوقهم الأساسية والاستيلاء على اراضيهم، والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي بحسب محللون الإسرائيليين هدف القضاء على حماس اصبح بعيد المنال.
والحقيقة المُرة ان الانظمة العربيّة لم تقدم شيئا للمقاومة، لا بل وقفت صامتة مما يجري من جرائم مروعة في القطاع وفلسطين، حتى انها عجزت عن إدخال المواد الاساسية والإغاثية والمستلزمات الصحية للمستشفيات والتي اخراجها الاحتلال الغاشم عن الخدمة، ولم يبقى مكاناً آمناً في غزة بحسب تصريحات الامم المتحدة.
المطلوب اليوم من العالم العربي الوقوف الى جانب المقاومة، ودعمها بالمال والسلاح لمواجهة همجية وبربرية الاحتلال، ودفاعا عن الامة العربيّة والإسلامية، إذا كانت جادة بالخلاص من الإحتلال، والمقاومة اليوم تقف نيابة عن الامة للدفاع عن فلسطين والمقدسات الإسلامية في القدس، وإعادة احياء القضية الفلسطينية الى الواجة عربيا وعالميا، والتي أعتقد الإحتلال بأنها حُذفت من ذاكرة الشعوب، وعاشت فلسطين حرة عربية إسلامية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-02-2024 10:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |