حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8774

السعادة

السعادة

السعادة

26-02-2024 08:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهير بشناق
منذ أن كنا صغاراً كانت أحلامنا مشروعة لا تقف الحياة أمامها ولا يضعفها واقع أيام كنا نجهل تماما كيف يمكنه أن يبعثر الحلم بالقلوب.

كانت سعادتنا بأيدينا نشعر بها ونحن نتسلل لأحضان أمهاتنا ليلا.. ونحن نرتب ملابس العيد بجانب أسرتنا فالعيد كان سعادة حقيقية.. كانت السعادة لنا أن نحظى بساعة إضافية قبل أن نعانق أحلامنا نكتفي بها وإن لم تتكرر.

وفي كل عام نكبر به تصبح السعادة أصعب وكأنها لم توجد إلا بطفولة لا تعرف من الحياة شيئاً سوى حضن أم وعطف آب ولعبة نخبئها كي لا تكبر.. ولربما تصبح السعادة لنا كأحلام لم تتحقق وكقلوب مرت بنا فأوجعتنا.. وكتفاصيل من أحببناهم ورحلوا.

وكحياة لم نعد قادرين على جمعها واختصارها بمرحلة ما قبل التطور التكنولوجي الذي اغتال فينا لهفة اللقاء ودفء العلاقات الإنسانية.. وأبعد عن قلوبنا ونفوسنا نقاء الحب الذي أصبحنا نختصره «برسائل» قصيرة لمن نحب.. أذهبت قدسية المشاعر ومكانة السعادة عندما نراها في عيون من نحبهم؟!!.

تلك السعادة التي تغيرت كالحياة.. نبحث عنها دوماً ونفتقد رونقها وشغفها وصدقها في عالم عبثي لم نعد يمكننا أن نمسك لحظات السعادة بأيدينا ونخبئها بثنايا القلب..

لربما السعادة التي ترتبط بأشخاص لا تدوم.. إن رحلوا غابت معهم.. وإن خانت قلوبهم اتعبوا قلوبنا.. وإن خذلتنا نفوسهم تألمت أرواحنا.. ومن بالحياة لم تكن له السعادة قلب من أحب ووجوده وتفاصيل أيامه؟ لربما السعادة أصبحت لنا كعابر نستشعرها بلحظات فقط..

ولربما لم تعد تقوى أن تكون كما كانت في زمن مضى.. فالزمن لا يعود بأشخاصه وتفاصيله ورونقه وصدقه وبساطته.

تلك السعادة وإن غيرتها الحياة كثيراً.. لا تزال تحيا بلحظة صدقا ورضا نفس وعالم أقل قسوة به من العدالة ما ينصف قلوب حقيقية ويطلق العنان لأحلام طفولة أن تكبر عمراً وتبقى أسيره لمرحلة من الطفولة تمنحها القدرة على الشعور بالسعادة ولو بملابس وهدايا عيد

فمن يغادرون الطفولة بهذه الحياة يدركون جيداً معنى السعادة التي تأبى أن تغادر القلوب وإن كبرت فقط لأنهم صادقون وحقيقيون كقلب طفل لا يساوم أبداً على عناق من يحبهم فذاك هو بوح المشاعر الحقيقي الذي نحتاجه لنستعيد رائحة السعادة.








طباعة
  • المشاهدات: 8774
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-02-2024 08:47 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم