27-02-2024 12:18 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
نعم رهانات وليس شيء آخر ، منذ الساعات الاولى لانطلاق هذا الطوفان الذي غَيَّر دفَّة السفينة التي كانت تُبحِرُ لعقود مضت منحرفة باتجاه الهاوية بدأت تظهر ملامح تاريخٍ جديد للبشرية على هذا الكوكب الذي كاد ان يَتفسَّخ لشدة الظلم والاعوجاج والفساد الظاهر والباطن الذي أفسد المجتمعات في كل أرجاءه فجاء هذا الطوفان ليصحح المسار ويعيد إرساء قواعد العدالة على هذه الارض ولن يقف امام هذا القادم من متغيرات جذرية احد مهما عظُمَت قوة بطشة عسكريا او مَن كان مَكْرُه ونُفوذُه سُمَّاً زُعافاً سياسياً .
ما يتم الاعلان عنه من طرحٍ لخيارات ما بعد هذا الطوفان هو بالحتمية طرحٌ مبنيٌّ على تصوراتٍ اقرب ما تكون الى الرهان على أن السراب المُتَلَأْلِئ ماء ،
إن الخلخلة التي احدثها هذا الطوفان والتي ما زالت تضرب في اركان الارض الأربعة وهذا التصدع الذي بدأ يظهر وإن كان على استحياء الى هذه اللحظة لن يكون بمقدور احد ان يتنبأ بنتائج هذه الخلخلة ولا بعواقب هذا التصدع الذي سيعقبه انهيارات وهي حقيقة علمية وليس اجتهاد او فذلكة فكريه ،
فهل علمتم ان أحداً تنبأ بنتائج زلزال حصل على هذه الارض منذ ان خُلِقَ البشر ! وكذلك التنبؤ بما هو آت ،
فالنتائج ستكون طبق الأصل ؛ "صدمة بصدمه " كصدمة انطلاق هذا الطوفان ، ولن تكون قد خطرت على بال بشر وهذا ايضاً ليس توقعاً ولا فلسفةً ذهنيةً انما هي نتيجة علمية حتمية ، فالمُخرَجات هي نتاج المُدخَلات .
لن ينجو احد ، هذا ليس تخويفا ولا ارعاباً ولا تهديداً بل هي سُنّّة كونية بعيدةً كل البعد عن العنصرية البشرية والاعتقادات الدينية او الميول السياسية
فهي الفطرة التي فطر الله الخلق الانساني والحيواني عليها ، فكثير منا رأى مشاهد من الحياة البرية كيف ان الحيوان عندما يرى الضواري تهجم على احد من فصيلته لتفترسه تجتمع البقية من القطيع الذي هو من صنفه لتُنقِذه وتُخلِّصَه من بين انياب الضباع ،
هذا القتل بكل وسائله بدءاً من صواريخ الغواصات النووية الامريكية وانتهاء بسلاح التجويع الذي اصبح مشهداً من برامج عرض القتل التي تُعرَض على شاشات التلفزة العالمية باسرها ، هذا المشهد ليس للفرجة ولا للتسلية ، هذا المشهد الذي يُعرَضُ على مدار الساعة وعلى الهواء مباشرة ولم يُحرك ساكناً لمن يرى ويسمع ولم يُثِر في قلبه حميَّةً ولو على غرار الحميَّةِ الجاهلية وهو قادر على فعل شيء لن ينجو من العقاب ولو كان العقاب من الطبيعة ( على مبدأ ومعتقد الملحدين ) فهذا المشهد له ثمن ولن ينجو من دفع ثمنه احد وإن كان مؤجلا الى حين .
الحياد في هذه الاحداث هو المقتل بعينه ، فمن ظنَّ انه ناجٍ بحياده فهو مخطئ ،خصوصا اذا ما عَلِمَ بانه هدف مرصود ولكنه مؤجل ،والعالم العربي كله هدف،
اثبتت هذه الحرب فشل نظرية الوهم التي كان يُرَوِّج لها المُثَبِّطون والمُرجِفون المتخاذلون المنافقون وهي ( تكافئ القوى الاقتصادية والعسكرية والسياسة )
وهذا الوهم الآن ذَرَتْه الرياح لانه كان بالاصل فكراً هشيماً هزيلاً ليس له جَذرٌ وليس له ساق .
لا احد على هذه الارض يملك المعرفة او لديه القدرة على التنبؤ بما هو قادم، وليس بمقدور احد على هذه الارض وإن كان يمتلك القوة العسكرية العظمى ان يحقق النتائج التي يريدها ، هذا تاريخٌ يُكتَبُ الان ليس بِمَكرِ سياسيٍّ او بقوةِ قويٍّ إنما يُكتَبُ بعقيدةٍ متأصلةٍ مرجعها انساني خالص ومنهجٌ راسخٌ بأن العدالة على الارض هي المبدأ الذي به يعم السلام ويسود العدل الذي لا يُفرِّقُ بين احد من البشر في عيشٍ كريمٍ وحريةٍ منضبطه ولا يسمح باستعباد احد لأحد لأن الناس كلهم ولدتهم امهاتهم احرارا .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-02-2024 12:18 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |