28-02-2024 06:02 PM
بقلم : م.معتصم الحوراني
تمر السنين وتتخطى أحلام الإنسان أيامَه ، ينجح أحيانا ويفشل مرات كثيرة ، يفرح أحيانًا ويحزن مرات ومرات ، يندم في كثير من الأحيان على ثقة منحها لأحد أو لقرار اتخذه متعجّلًا .
ولأن الإنسان من طبعه التطلُّع للأفضل فإنه لا بُد أن يطغى على سلوكه المقارنة والتنافس ومع وجود البيئة الخصبة لذلك وقلة الناصحين فغالبًا ما تتوه الأقدام عن هدفها السامي والغاية من وجودها على هذه البسيطة ، فتجد نفسها وكلَمح البصر بين ركام البيئة الجاذبة للماديات التي لا تخلو من الشر والضياع ، وبين صراعها الداخلي الذي يريد لها النجاة والسكينة والخلود مع من نجى من السابقين وأن تهرب من هذا التناحر البغيض.
وأنه لما كانت : "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف "-كما جاء في بيان نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم- فإنه لا بُد لكل واحد منا أن مرَّ بأرواح تآلف معها وإنسجم وأخرى تناكر معها واختلف فأنكرها وعاف عشرتها .
وموطن الشاهد أننا لم نكتشف المأساة الحقيقية التي وقعنا فيها طيلة هذا الوقت من العشرة ومعاملة البشر وهي أننا لم نجد ولا حتى (روحًا واحدة فيها الخير مُتعدي لغيرها) لتنصَحنا وتدعونا إلى النجاة وتدلنا على الطريق القويم ، فيبقى الإنسان منا رهين الشر فيُختزل عمره وتتلاشى أحلامه ويستوحش الطريق ولكن كل هذا بعد فوات الأوان ، لسان حاله يقول : ويحَكم ، مالَكُم لم تدلوني على الهادي ؟ مالَكُم لم تدلوني على العظيم؟ مالَكُم حجبتم عني رحمة الرحمن ؟ مالكم قطعتم عليَّ طريق الواسع الكريم؟
آهٍ يا نفسي غرتني بالخلود ومتاعٍ آخرَهُ الدود ، آه يا نفسي ألهتني عن الحقيقة وأشغلتني بالبحث في أسباب الثراء والجاه وارضاء الرفيق قبل الرفيقة ، وتوريث الأولاد المناصب والأطيان ، وآهٍ منك يا شيطاني تبرأت مني على حين غفلة وتركتني عاضًا على أناملي بالندم ، وقد أغريتني بطول الأمل ، ويحك ...ويحك فغدًا حساب ولا عمل !!!
فإن كان هذا وصفًا لكابوس في سن التقاعد فالأجدر بنا أن نُؤقت منبهًا صاخبًا مُزلزلًا نستفيق على صوته لنحتسي على شرفة النجاة كوبًا من القناعة ونتناول معه وجبةً إيمانية غنيةً بالرضى و الحكمة والتواضع للخالق العظيم.
وهنا أنقل لكم قول الدكتور جيفري لانج Jeffrey Lang استاذ الرياضيات في جامعة كنساس الامريكية الذي تحول من الإلحاد إلى الإيمان برسالة الإسلام حين قال بعد أن عاش (أول تجربة صلاة لله تعالى) : "هو أنني في حاجة ماسة إلى الله ، وإلى الصلاة وقبل أن أقوم من مكاني،دعوت بهذا الدعاءالأخير:
اللهم ، إذا تجرأتُ على الكفر بك مرة أخرى ، فاقتلني قبل ذلك خلصني من هذه الحياة
فمن الصعب جداً أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب، لكنني لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً آخر وأنا أنكر وجودك".
المهندس معتصم الحوراني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-02-2024 06:02 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |