01-03-2024 03:46 PM
بقلم : رايق المجالي /ابو عناد
يبث الحاقدون ومعهم (حمير الثقافة السياسية وكل ثقافة) سمومهم بالتشكيك بمسألة إنزال المساعدات من قبل سلاح الجو الأردني بتوجيهات ومشاركة جلالة الملك على مناطق في قطاع غزة ،وقد بدأت هذه الانزالات الجوية أولا بإنزال الأدوية والمستلزمات الطبية على المستشفى الأردني في القطاع بعد أن تم استهداف كافة المستشفيات والمراكز الصحية في غزة من قبل قوات الاحتلال وتكرر الإنزال على المستشفى الميداني لإمداده بالدواء ومستلزمات معالجة المرضى والجرحى ثم بدأت انزالات أخرى لمواد غذائية ولأغطية على مناطق أخري من غزة لإمداد شعب غزة بما يساهم في تخفيف معاناة الجوع والعطش وظروف الشتاء البارد.
لغاية تاريخ هذا المنشور بلغت الانزالات أكثر من اربعة عشر مرة قامت بها قواتنا المسلحة وسلاح الجو واخرها بمشاركة جلالة الملك ولكنها قوبلت من كثير من الحاقدين ومن بعض (الحمير في كل شأن) بالتشكيك والتهكم احيانا من خلال طرح اسئلة غبية لتثير لدى الأغبياء حالة من الشك أو حتى الاستنكار بدل التقدير لهذا الموقف وهذا الفعل الأردني ،ومداخل التشكيك كانت بالقول: "أن الإنزال بموافقة الكيان والتنسيق الذي يقصد منه ذر الرماد بالعيون ليكتسب نظام الحكم في الأردن شعبية زائفة " وعلى هذا الغباء نرد ببعض اسئلة بسيطة: هل الكيان معني بأن يخلق شعبية للنظام الأردني ..؟ وهل الكيان الغاصب الذي يشن عدوانا غير مسبوق هلى الشعب الفلسطيني معني بأن تزداد شعبية الأردن وقيادته لدى شعب غزة وفلسطين وما هي الغاية على الفرض الساقط بأنهم يريدون ذلك..؟؟؟
ونسأل أيضآ: هل هذا الكيان الذي يستخدم سلاح التجويع ويرتكب هذه الجريمة بهدف إجبار الغزيين على النزوح والهجرة القسرية وهو مصمم على كسر صمود الغزيين بأي وسيلة هو نفسه من يقبل أن يتم إنزال مساعدات مهما كانت قليلة ستساهم في صمود نسبة وأعداد ولو قليلة في أماكنها التي تجمعت بها...؟؟؟
وعن عدم استيعاب (الحمرررة) لسبب عدم منع الكيان لطائرات سلاح الجو الأردني من القيام بهذه الإنزالات فنوضح لمن يميل إلى هذه الفكرة بأن سماء غزة أولا ليست أجواء لدولة الكيان المزعومة وفق القانون الدولي ولا يوجد قرارات لمنع الطيران فوق غزة وتحليق طائرات لغير أهداف عسكرية تهدد الدولة المسيطرة على الأجواء أو الدولة المجاورة لا يعطيها الحق بمنع التحليق وإذا قيل لماذا لا تسقط أسلحة الكيان المتغطرس طائراتنا إذا..؟؟؟ فيا (فطحل زمانك) هذا الكيان يشن عدوانا على غزة وعلى سلاح المقاومة ويستبيح كل شيء على أرض غزة من بشر وشجر وحجر ولكن هذا الكيان وفي وسط ما يعانيه على مستوى العالم ليس غبيا حتى يسقط طائرة لدولة أخرى لا تشكل خطرا أو تهديدا عسكريا عليه لأن هذا يعني إعلان حرب على الدولة التي تتبع لها الطائرة ما دام يعلم جنسيتها ويعلم عدم تهديدها العسكري والأردن بالنسبة لهذا الكيان ومعها مصر يعتبران دولا غير معادية بموجب معاهدات السلام الموقعة فإسقاط طائرة أردنية أو مصرية في أجواء ليست أجواء الكيان الإقليمية أيضآ يعني انهاء المعاهدات وإعلان الحرب وفق القانون الدولي وهذا ليس في مصلحة ووارد الكيان ،كما أن الاعتداء على أية طائرة ليست في مهمة حربية في أجواء ليست اقليمية وفي هذه الحرب أو هذا العدوان يعتبر سياسيا توسيعا مقصودا للحرب وهذا ما ترفضه حتى الدول الداعمة للكيان.
فيا من تستمعون لبعض ما يبثه الحاقدون ويكرره (الحمير) اعلموا أن الأردن يستثمر ويستخدم كل شيء ومنها القانون الدولي ومعاهدة السلام ويستخدم كل محددات وتعقيدات السياسة واعراف المجتمع الدولي ويستخدم الموقف العالمي الشعبي وكذلك الرسمي وأيضا قوانين الحروب وأبعادها فيفكر خارج صندوق الاستكانة العربية والدولية ويقوم بهذه الانزالات وهو يعلم أنها ليست كافية بالقطع لكنها تساهم ولو باليسير في دعم صمود اهلنا ومن جهة اخري فهذه الانزالات خصوصا عندما شارك جلالة الملك بنفسه هي رسالة قوية ومدوية إنسانية وأيضا سياسية للعالم أجمع على المستوى الرسمي وللانظمة العربية وقيادات الشعوب العربية والإسلامية وخصوصا دول الطوق العربي والإسلامي ،والرسالة تقول: ها نحن نقوم بهذا الفعل الإنساني وها هي اسرائيل لا تستطيع منعنا لأنها لا تملك هذا الحق فلماذا لا تقومون بما نقوم به لأنقاذ شعب غزة من الموت جوعا وعطشا وبردا ومرضا إن كنتم فعلا ترفضون هذه الابادة بالتجويع.
واخيرا نقول: إن هذه الانزالات تشكل ضغطا على الكيان الغاصب وعلى الانظمة المتواطئة والمتخاذلة وأول تلك الأنظمة ذاك الذي يحكم مصر وأيضا يحكم يده على متفذ رفح على القطاع وهو نظام حكم الدولة العربية الأقوى وهي أيضآ موقعة على معاهدة سلام مع هذا العدو وهي التي لا يريد هذا الكيان ومعه امريكا وحلفها أن تعلن عليها الحرب وتنهى معها معاهدة السلام وأن توجد أي مواجهة معها لأي سبب ،مما يعني أن مصر لديها الأسباب الأقوى من الأردن تمكنها من إغراق قطاع غزة عبر الجو بالمساعدات دون ان يجرؤ هذا الكيان على رش طائراتها بالماء حتى ولكن وعلى رأي ذلك الشاب الغزي عن إنزال المساعدات عبر الجو (بعملهاش غير الأردنيين).
وعودا على بدء فلو كان الهدف ذر الرماد في عيون الشعوب بالتنسيق مع الكيان فمن هو الاحوج لذلك من النظام المصري الذي يضغط عليه شعبه لفتح الحدود مع غزة وهو الاحوج للتنفيس على غضب الشعب المصري وخلق الشعبية الزائفة وحفظ ماء وجه الدولة المصرية وهو النظام الذي لديه علاقات أكثر من حميمة مع الكيان ولا يوجد نظام آخر أكثر تنسيقا مع هذا العدو.
الأردن الذي أول جنوده ملك لا يحتاج لأي مسرحيات لتبين ارتباط هذا الشعب والوطن وقيادته بفلسطين وقضيتها بينما يحتاج الآخرون إخراج المزيد من الدراما والمسرحيات فتلك انظمة قامت وحكمت فقط ب الدراما والمسرحيات والأردن يعلم أن ما يقدم بالانزالات الجوية ليس كافيا لكنه يجترح الحلول وينفذ الأفعال وبكل جراءة وتصميم ولا يقف متفرجا منتظرا أن يستفيق العالم من غفوته الإنسانية ومع ذلك يكرر القائد وخلفه الشعب الأردني العظيم أننا مهما قدمنا فإننا يقهرنا شعورنا بالتقصير ولكن لن نتوقف ولو لم يبقى لدينا ما نقدمه سوى (رشفة ماء) فالاعتذار بأن ما يمكن ان يقدم قليل ما هو إلا تخاذل وعذر للقعود عن الواجب.
والباقي عندكوا...
أبو عناد.