01-03-2024 03:41 PM
بقلم : الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
في احد اللقاءات المميزة التي كان لي الشرف بحضورها مع المرحوم معالي الباشا عبدالهادي المجالي قبل وفاته ( نسأل الله تعالى أن يرحمه ويتغمده بواسع رحمتة ) حيث دار بيننا حوارا وحديثا في ذلك اللقاء عن نشاطاته إبان أن كان سفيرا للأردن في الولايات المتحدة الأمريكية ، قال لي المرحوم في ذلك اللقاء بأنه كان قد بعث رسالة بخط اليد للمرحوم الملك الحسين بن طلال غفر الله لهما (قام بإعطائي صورة عن تلك الرسالة لا زلت احتفظ بها ) وكان مضمونها بأن عضوية الأردن في الأمم المتحدة تعمل بشكل كامل فقط لأجل القضية الفلسطينية ، وأنه لا يوجد هناك أي اهتمامات منهم بقضايا الأردن وحاجاته المادية والصناعية والتجارية ، على الرغم من وجود مندوبين لدولة فلسطين في هيئات الأمم المتحدة والذين يعملون فقط لمصالحهم الخاصة ولا يبذلوا أي جهد إيجابي لدعم القضية
الفلسطينية ، وكان المرحوم عبدالهادي باشا قد ذكر في أخر رسالته بأنه يجب على أعضاء الأردن في الهيئات الدولية أن لا يهملوا حاجات الأردن وقضاياه الأساسية وان لا تكون كل نشاطاتهم أو جلها فقط موجهة للقضية الفلسطينية .
يوم أمس أيضا شاهدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمير حسين حفظهما الله ورعاهما في لقائهما مع وجهاء محافظة معان وهم يتحدثان عن التحديات التي تواجها الأردن في مساعدة أهلنا في فلسطين وغزة ، لقد شعرت وانا اتابعه بأن سيدنا حفظه الله ورعاه هو من برمج وفكر وأعدَّ هذه الخطة وهو من أشرف على حيثياتها وتفاصيلها وانه هو أيضا من قام بتنفيذها ، ومع كل ذلك فإن جلالة الملك قد قام بشكر اهل غزة الذين قدروا هذا الجهد وأثنوا عليه ، وجاء ذلك في وقت كلنا يعلم بأن هناك دول عربية تجعجع كلاما ولا تطحن قمحا على الرغم من ان قدراتها المادية والعسكرية ا تفوق قدرات وإمكانات الأردن بأضعاف مضاعفة .
لقد افتخرت بجهود قائد الوطن وقواتنا المسلحة الأردنية ومواقف الشعب الأردني وبنفس الوقت فإنني شعرت ومعي كل الأحرار الأردنيون بالمرارة التي يتجرعها جلالة الملك من الإشاعات والإتهامات والتعليقات على إنزال المساعدات الأردنية من قبل فئات من الحاقدين الخونة الذين هم أصلا أبواق للصهيونية ولبعض الأنظمة العربية التي لا تعتبر إلا نعالا في كندرة النتن ياهوا وأحزابه الصهيونية .
إن هناك فئات من البشر لو غفر الله لك كل ذنوبك وادخلك الجنة لشكك في العدل والرحمة الربانية واتهم الميزان الرباني بالخلل وإنعدام العدل الإلهي لأن هؤلاء هم مرضى نفسيون بحاجة إلى حجر وعلاج طبي .
ومع ذلك فها هي الأردن منذ الأزل مستمرة بالدعم للأشقاء في فلسطين ولكل ذي مسغبة من الشعوب العربية والعالمية وذلك من خلال إستقبال اللاجئين في مخيمات أثرت على مياهنا وبيئتنا وقوت شعبنا وعمالة شبابنا، وها هي قواتنا المسلحة الأردنية مستمرة في تقديم المساعدات والمساهمات العديدة في حفظ السلم والأمن الدوليين من خلال قوات حفظ السلام الدولية .
فلسطين العزيزة التي قدم لها الشعب الأردني قوافل من الشهداء لا يعرف تعدادهم من كل العشائر الأردنية ، وجهزنا لهم العديد من المخيمات لإيواء اللاجئين ونسينا نحن في الوطن أنفسنا و ازماتنا المالية والإجتماعية بحيث أننا قدمنا أزمات فلسطين على حاجاتنا الأساسية و الخدماتية ، حتى أنه وصل بنا الأمر إلى أن سياسة الدولة صارت كلها مخصصة للدفاع عن فلسطين وقضيتها من خلال الخطابات السياسية الداخلية والخارجية ، كما أنها أيضا سيطرت على ندواتنا العلمية والإقتصادية لا بل أنها صارت تسيطر على جاهاتنا الإجتماعية سواء كانت أفراح أو أتراح أو عطاوي وصلحات ، ومع كل ذلك الدعم والمساندة فإنه لا يزال شعبنا الأردني وقيادتنا الهاشمية متهمان بأننا متقاعصون أو خونة للقضية الفلسطينية والتي كان أول من خانها هم أعضاء السلطة الفلسطينية الذين عقدوا الإتفاقات السرية وفتحوا الأرصدة المالية الضخمة في البنوك الغربية وصاروا فقط تجارا للقضية الفلسطينية .
وأخيرا فإنني أقول بإسمي وإسم الأردن شعبا وقيادة بأن ما نقدمة لأهلنا في فلسطين لا ننتظر عليه لا شكرا ولا تقديرا ، وإنما نحن نعمل ونقدم المساعدات والخدمات كهاشميون أردنيون حسب فطرتنا العربية والإسلامية لإرضاء الله تعالى أولا ولنرضي أنفسنا بأننا ما قصرنا مع أهلنا في فلسطين .
حمى الله الأردن ملكا ووطنا وشعبا .