بقلم : طه جدعان بقور
بالنسبة لشخص عاطفي وحساس مثلي ممكن لموقف بسيط أن يأخذ ساعات من تفكيري التحليلي السلبي .. ثمة مواقف تمر لا أعرف فيها من أنا ومن قلبي ، من الذي إختار انا أو قلبي ؟ ، من الذي رفض أنا أو قلبي ؟ .

يتصدر القلب كل المشاهد .. في حالة السرور نقول ( قلبي مرتاح ، قلبي متطمن ) وفي حالة النفور نقول ( قلبي مقبوض ، قلبي مش مرتاح ، قلبي ناقزني ) ..

القلب له لغة خاصة به ، في حالة الغضب يتحدث بسرعة ( بنبضات عالية التردد ) وفي حالة الهدوء والراحة ( ينبض بإنسيابية ) ، لن تجد ذلك عند باقي الأعضاء .

القلب لا يعترف بالمبررات ولا يهتم بالعيوب ولا يرضخ للجمال ..

القلب ديكتاتور إستطاع تحييد جميع الأعضاء ، فتجد أن الكلى والرئتين والبنكرياس وحتى الإثني عشر تغلب عليهم جميعا ولم يترك لهم أي رأي في الهموم اليومية والهوى والزعل والفرح ... وحده القلب ينبض ويفرح ويغضب ويطمئن .. يكاد القلب وحده هو من يستطيع التغلب على العقل .

يجب أن ندعم القلب حتى النهاية وهو من سيختار لنا الأشياء وهو من سيختار لنا الأصدقاء ، حتى إذا قرع أحدهم أبواب حياتكم دعوا القلب وحده يخرج ويقابله وأتركوا له الصلاحية للقبول أو للرفض .