03-03-2024 07:59 AM
سرايا - صدر هذا الكتاب في طبعة وحيدة في عام 1969 وقدم له الأستاذ محمود العابدي مدير دائرة الثقافة والفنون. وهو ترجمة واقتباس لثلاثة عشرة كتاباً من الكتب التي نُشرت باللغة الإنكليزية وتمّ مراجعة الكتاب من قبل الأساتذه هنري مطر وعبد الحميد ياسين وعبد الرحمن بشناق.
يقول سليمان الموسى: «ان الدافع إلى ذلك شعوري بأداء الواجب نحو أبناء وطني ممن لا يجيدون لغة أجنبية أو ممن لم يتح لهم الاطلاع على هذه الكتب. لقد حاولت أن أختصر من الملاحظات والهوامش قدر الإمكان، لأنني لا أريد أن أحوّر ما قاله الكاتب أو أن ألونه تلويناً قد يدغدغ العاطفة ولكنه يجور على الرأي الذي ارتآه الكاتب. وقد حاولت الالتزام بالنصوص الأساسية كما وردت، ولكنني اضطررت في بعض الأحيان إلى التجاوز عن فقرة هنا وعبارة هناك، لأسباب بديهية».
يعود أحد هذه الكتب إلى سنة 1843 وتعود الكتب الأخرى إلى فترات مختلفة من النصف الأول من القرن العشرين. ومن هنا فإن من يطالع هذه الفصول يجد معلومات ذات قيمة عن الأوضاع الاجتماعية التي كانت سائدة في بلادنا، بالإضافة إلى المعلومات التاريخية.
ومن المهم هنا ذكر قصة ومعاناة سليمان الموسى قي إصدار هذا الكتاب وتنويه رجالات الثقافه به بعد إصداره مثل الأستاذ محمود الكايد والأستاذ حسني فريز والشيخ ابراهيم القطان:
يقول والدنا في كتابه خطوات على الطريق، سيرة قلم: تجربة كاتب....
«إن لهذا الكتاب قصة جديرة بأن تُروى، لأنها تعطي مثالاً على المصاعب التي يلاقيها الكاتب المحترف. ففي أعوام 1961–1963 خطر لي وضع ترجمات مختارة ومقتبسة عن عدد من الكتب الإنكليزية، التي تتحدث عن الأردن والبلاد العربية، لفائدة القارئ العربي بصورة عامة والقارئ الأردني بصورة خاصة.
وهكذا قمت بترجمة فصول من مؤلفات أشخاص قاموا برحلات في هذه البلاد أو عملوا فيها، وكتبوا عن مشاهداتهم، مثل فيلبي وكيرك برايد وبيك وجرترود بل وغيرهم.
قدمت مخطوطة الكتاب إلى لجنة التعريب والنشر والترجمة المنبثقة عن وزارة التربية والتعليم كي توصي بالنشر أو عدمه، حيث عقدت اللجنة في شهر آذار 1965 اجتماعاً لها في نابلس، وتم التأجيل لأن أحد أعضاء اللجنة لم يتمكن من دراسة المخطوطة. وعقدت اللجنة اجتماعها التالي بعد ستة أشهر حيث قدم العضو ذاته تقريراً يتضمن الرفض، وهكذا أخفقت المحاولة الأولى في نشر الكتاب.
كانت المحاولة الثانية في عام 1966 عن طريق دائرة الثقافة والفنون، حيث تمت التوصية بالنشر، ولكنه لم يتم دفع المخطوطة للنشر بسبب نفاذ المخصصات. وحدث أن حرب 1967 نشبت في العام التالي وتأجلت عملية النشر، وبعد ذلك رفُضت مرة أخرى بحجة أن المخطوطة تعالج قضايا البدو، ولا يخدم نشرها أية غاية مفيدة.
طُويت المخطوطة جانباً حتى شباط 1969، إذ جاء وزير جديد هو الأستاذ محمد أديب العامري، الذي أحال المخطوطة للدراسة وإعطاء الرأي، وكانت النتيجة ان شقّ الكتاب طريقه إلى المطبعة وظهر إلى الوجود في أيلول 1969 بعد رحلة شاقة طويلة استغرقت خمس سنوات. ولكن الرحلة العسيرة لم تنته عند ذلك الحد، إذ أن معظم نسخ الكتاب، لم تلبث ان ذهبت طعماً للنار، عندما نشب حريقٌ في مبنى دائرة المطبوعات - الدوار الثالث -جبل عمان في عام 1970.
إن النقطة الجديرة بالتأمل، هي المعاناة التي يواجهها الكاتب، ويؤجج لظى هذه المعاناة، شعور الكاتب بأن أحكام بعض المحكمين تخضع للعقد والأهواء، وأن الاتجاهات الشخصية تلعب دورها.
لقد نال الكتاب عند صدوره إعجاب الكثيرين، وأذكر على سبيل المثال الأستاذ محمود الكايد، زميلي في دائرة المطبوعات آنذاك الذي قال إنه من أجمل الكتب التي قرأها وأكثرها إمتاعاً. وفي تقديري أن هذا الانطباع الجميل بقي في أعماق ووجدان الكايد، فكان قلبه وسيفه إلى جانبي فيما بعد، عندما أصبح القرار الأول في جريدة الرأي، ففي أيامه، نُشرت لي اكثر من عشرة كتب مسلسلة في حلقات، كما نُشرت ثلاثة كتب لي في السلسلة التي أقدمت الرأي على إصدارها.
وكتب الأستاذ حسني فريز يثني على الكتاب في جريدة الدفاع بتاريخ 1969/12/29، كذلك أذكر بكل اعتبار الشيخ الجليل إبراهيم القطان الذي كتب لي في 18 أذار 1970 من مدينة الرباط يقول «الكتاب رائع جداً وقد أفدت منه الكثير».
وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على نشر هذا الكتاب، رأيت في جريدة شيحان الأستاذ زكريا محادين يشيد بالكتاب وينقل عنه لقراء عموده قصصاً ممتعة وطريفة.(على سبيل المثال العدد الصادر في 18-4-1998).
إن الكلمة الأخيرة التي تخطر على البال، هي الرجاء من القارئ الذي تقع في يده نسخة من هذا الكتاب، ان ينعم النظر فيه، ويكوّن رأيه فيما إذا كان يستحق كل المعاكسات التي لقيها على أيدي فلان وفلان؟"
حدثني الوالد كثيراً عن معاناته في نشر وطباعة الكتب أثناء حياته، وما هذه القصة إلا مثالاً عما كان يعانيه الكتّاب الأوائل في نشر مؤلفاتهم مقارنة بسهولة نشر المؤلفات في أيامنا هذه.
أما محتويات الكتاب فتتألف من ترجمة وتلخيص الكتب التالية:
• رحلة إلى الشرق - تأليف الرحالة ايليوت واربرتن - 1843
• الحجاز الشمالي - تأليف المستشرق الويس موزيل–1910
• طريق الحاج الشامي - تأليف المستشرق الويس موزيل-1910
• الأردن 1912- تأليف جاسان وسافيناك - 1916
• ملوك العرب - تأليف الكولونيل هارولد جاكوب–1923
• الخاتون - ابنة الصحراء،حياتها ورسائلها: جرترود بل في بلاد العرب: 1899 - 1926
• الجانب الأيمن من الأردن- تأليف سانت جون فيلبي: 1921 - 1924
• رحلات في بلاد العرب–تأليف الرحالة سيبروك - 1924
• الأردن 1933 - تأليف هنري بولايثو
• نشأة الحسين بن علي - تأليف هنري بولايثو
• قيادة عربية - تأليف الميجر جارفس عن حياة الفريق بيك باشا ونشأة الجيش العربي الأردني
• خشخشة الأشواك - تأليف السير أليك كركبرايد
• مارك سايكس - واتفاقية سايكس بيكو
من المهم التنويه هنا أن كتاب الخاتون- ابنة الصحراء عن جرترود بل (Gertude Bell) في بلاد العرب والذي ترجمه ولخصه للعربية سليمان الموسى في عام 1969 قد صدر فيلماً سينمائياً بعنوان Queen Of The Desert في سنة 2015، حيث لعبت دور البطولة الممثله نيكول كيدمان.
نقوم في الوقت الحالي بمراجعة مادة الكتاب آملين ان نتمكن في القريب العاجل من إعادة طباعة هذا الكتاب المهم خدمة للقارىء الأردني والعربي والذي لم يعد موجوداً في الأسواق.