03-03-2024 08:41 AM
بقلم : محمد بركات الطراونة
حقاً إنها إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، الإذاعة الأم، فحيثما تكون وفي أي منطقة من العالم، وحينما تسمع دقات شارة ضبط الوقت على إحدى نشراتها الإخبارية، تعرف فوراً انك تستمع إلى الأثير الوطني ويشدك الحنين إلى ترابه.
إنها مدرسة عريقة لتخريج الكفاءات الإعلامية المتميزة، ومصدر الخبر الصادق الموثوق والتحليل الموضوعي، الرائدة في صناعة الدراما التي أخذت طريقها بكل كفاءة إلى مختلف وسائل الإعلام العربية، وصاحبة الأغنية الهادفة التي تجسد حب الوطن والإنتماء إليه كان تعليقها السياسي بمثابة الناطق الرسمي بإسم الدولة يأخذ صداه إلى مختلف أنحاء العالم دفاعاً عن الوطن ومواقفه.
إنها الوسيلة الإعلامية المسموعة، التي حملت رسالة الوطن في كافة الظروف والأحوال، وفي مراحل دقيقة وحاسمة من عمر الدولة الأردنية، ففي الأول من شهر آذار من كل عام، تحتفل الإذاعة الأم بعيد تأسيسها وهي التي صدحت وتصدح بالحق والحقيقة، بالتزامن مع إحتفال أبناء الوطن بمناسبة وطنية عزيزة، وهي ذكرى تعريب قيادة الجيش، ذلك القرار التاريخي الشجاع الذي اتخذه الراحل الكبير الحسين طيب الله ثراه من منطلق الحرص على تجسيد عوامل الإعتماد على القدرات والكفاءات الأردنية في إدارة شؤون الجيش العربي، القوات المسلحة الأردنية.
فمنذ أن بدات في القدس ثم في رام الله ثم انتقالها الى جبل الحسين وإلى ان حظيت عام ١٩٥٩ بالرعاية الملكية السامية، من لدن جلالة الراحل الحسين، حين أعلن انطلاق إرسالها من موقعها الحالي في «أم الحيران»، عبر كل هذه المراحل، وخلال هذه المسيرة الطويلة، حملت الإذاعة ألهم الوطني والقوي بكل كفاءة واقتدار، ومسؤوليه ومهنية واحترافية، الإذاعة الأم تفخر بأنها شكلت مدرسة لتخريج الكفاءات الوطنية المؤهلة، التي أثبتت وجودها في الإعلام المحلي والعربي والدولي، وصاغت هوية وطنية أردنية، شكلت منتدىً ًسياسياً لكبار رجال الدولة وكتابها وشعرائها وفنانيها، وبفضل قدرتها وما تتمتع به من كفاءات صمدت الإذاعة في زمن التنافس وازدحام الفضاء بمختلف وسائل الإعلام، وما زالت وجهة الباحثين عن الحقيقة، عنواناً للاتزان والعقلانية، بعيدة عن التهويل لتسهم بفعالية في اداء رسالتها، ومحاربة كل أشكال التطرف والتعصب والكراهية، والمساهمة في نشر الرسالة الانسانية في التسامح و الاعتدال والوسطىة، وتعمل الإذاعة جاهدة على تجسيد توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني، في بلورة رؤية متقدمة، لتطوير الإعلام والحرص على توفير الرسالة الإعلامية، لتقوم بدورها بفاعلية واقتدار ومسؤولية ومهنية، وتنتهج سياسة واضحة لنقل الحقائق بكل مصداقية، ما انحازت يوماً إلا للوطن ورسالته، منطلقة من ثوابت الدولة وبعدها العربي والإسلامي، وانفتاحها على كل ما هو مفيد عالمياً، وشهدت الإذاعة تطوراً واضحاً، من خلال اعتمادها الوسائل التقنية الحديثة، وتوفيرها لمنابر تخدم رسالتها وتشكل رديفاً لأثيرها النقي، تواكب كل ما هو حديث ومتطور في الإعلام الحديث، أشعر بالفخر والاعتزاز أنني كنت أحد الذين تشرفوا بالخدمة فيها مندوباً ومديراً لأخبارها، ثم مديراَ لها، تلك مرحلة من أجمل وأهم مراحل الخدمة، فيها عبق التاريخ الذي تحمله الإذاعة الحبيبة عبر سيرتها الحافلة بالعطاء والإنجاز بما فيها من عراقة وحميمية ودفء، فكل عام والوطن والقائد والإذاعة والعاملين فيها والمتقاعدين منها بألف خير.
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-03-2024 08:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |