03-03-2024 02:14 PM
بقلم : علي القيسي
على مايبدو أن العادات والتقاليد العربية قد تأثرت كثيرا بالعولمة وهذا الإنفتاح الواسع على ثقافات وعادات الغرب من خلال السوشيال ميديا ، والزخم الفكري العلماني المغلف بالحداثة والتطور الاستهلاكي المادي ، وتشرّب هذه الأفكار لجيل الشباب، فالتقليد بات سمة بارزة في المجتمعات العربية ، وكأن مجتمعاتنا العربية تعيش داخل عواصم ومدن الغرب
فالحرية غدت تأخذ شكل الحقوق في قاموس منظمات حقوق الإنسان الدولية ،
ولكن يبقى الأمل معقودا ، على تراثنا العربي الديني فمهما ابتعد الإنسان العربي عن عروبته فإن البيئة الاجتماعية العربية تبقى هي البيئة الصالحة لاحتضان العربي المسلم وعودته إلى جذوره وعادات أهله ومجتمعه وعشيرته ، فمهما تغرب وابتعد عن وطنه فلا يمكن له الانسلاخ عن جلده
والابتعاد عن جوهره ودينه وقيمه الإنسانية التي تربى وترعرع عليها في أسرته ومجتمعه ووطنه ، فالإنسان العربي يبقى إبن بيئته ، مهما وصلت الحضارة الغربية إلى عقر بيته من خلال المفاهيم الجديدة ، ودعوات المنظمات العالمية ، وحقوق الإنسان ، وهي تلك الحقوق التي ظاهرها رحمة وباطنها عذاب وانفلات وخروج عن الدين والتربية والفضيلة والشرع الإسلامي،
إن هذا الانفتاح الكوني على العالم ، من خلال التكنولوجيا والكم الهائل من المعلومات والثقافات ربما يؤثر ذلك سلبيا في بعض الشرائح الاجتماعية التي تكون مهيأة لذلك ،
فالتليفون الخلوي مثلا أصبح بيد الجميع حتى الاطفال ، وفيه من البرامج والأنظمة والمعلومات والصور والفيديوهات مايجعل الإنسان يصاب بالدهشة والفضول ، فله الحرية والاستقلالية في استخدام مايشاء ، فهناك المفيد وهناك السيء ، وهناك الغث وهناك السمين ، فهناك الأفكار الجيدة التي تتناسب مع الحق والخير والصلاح والفلاح ، بالمقابل هناك الأفكار المنحرفة والمسمومة والشاذة والمتطرفة ،على الإنسان اختيار ما يناسب عقله وتربيته ورغبته ، قال تعالى( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها) صدق الله العظيم.
علي القيسي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-03-2024 02:14 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |