حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5724

نتنياهو فاق هتلر الرعد الجرماني الصاعق

نتنياهو فاق هتلر الرعد الجرماني الصاعق

  نتنياهو فاق هتلر الرعد الجرماني الصاعق

03-03-2024 05:49 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عيسى محارب العجارمة
يحار المرء في فهم دوافع الحملة الهمجية المتصاعدة على غزة فلا يجد حلا الا في سبر تاريخ الحروب والصراعات المجنونة خلال الحقب التاريخية الماضية عسى أن يجد مدخلا لفهم العقلية الصهيونية العتيدة.

ففي اعتقادنا أن هتلر لم يكن لينجح في تطويع أمته من خلال الدعوة الهتلرية لولا ان الأمة الألمانية العظيمة مصابة بقصور شديد في التربية السياسية وضعف ايمانها بالحرية حيث كانوا في العصور الغابرة قبائل غازية لا تعرف الاستقرار وآداب العمار، بل من دلائل الوهن عند قدامى الالمان ان تطلب بعرق الجبين ما انت قادر على أخذه بالدم المراق.

وهذه خلة شائعة في كثير من الأمم وهم على حالة البداوة والهمجية، بيد أن الالمان قد انتقلوا منها الى حالة تشبهها ولم ينتقلوا الى الحكم المسؤول والشورى والدستورية، كما انتقل بعض الأمم الأخرى رحلة بعد رحلة.

فخرج الألمان من همجية البداوة الأولى الى نظام الإقطاع الذي لا يعرف علاقة بين الحاكم والمحكوم غير علاقة الآمر بالمأمور، ولا يعرف علاقة بين الولاية والولاية غير علاقة القاهر بالمقهور، أو علاقة الحرب والتربص والانتقام.

فعاشوا في ساحة حرب لا رأي فيها للرعية الا كراي الجندي المطيع فلم تنقص ولاياتهم عن مائة وسبعين في أيام الثورة الفرنسية ولكن لسوء حظهم وقعوا في زعامة هي شر الزعامات، وسلموا زمام الدولة لبروسيا آخر القبائل الجرمانية حضارة وأقلها نصيبا من الأدب والمروءة، فسارت بهم على سنتها وباعدت ما بينهم وبين التطور في سبيل الشورى ومعاملات السلم والمودة ولبثوا كذلك الى ما بعد الحرب العالمية الأولى التي خرجوا منها دولة واحدة قليلة الفواصل والحدود ، فلم تنقض عليهم عشر سنوات حتى انكفأوا إلى نظام المعسكر وأدب الغارة والاغتيال .

وازن بين تربية كهذه لا محل فيها لرأي الأمة في سياسة داخلية أو خارجية ولا ادب لمن يتربى عليها غير الطاعة او العدوان، وبين التربية السياسية التي فرضتها على خصوم الألمان مواقع الجغرافية ووقائع التاريخ.

الإنجليز مثلا أبناء جزيرة مستقرة قريرة فهم لهذا آمنون، وهم لهذا تجار. ومن هنا بطل فيهم طغيان العسكرية ونشأت فيهم خلائق الشورى والتفاهم والأخذ والعطاء، وهم أقوياء ولكنهم يبيعون ويشترون، فلا مناص لهم من السمعة والثقة ومن الارضاء، اذ التاجر لا تنسيه قوته ان يرضي عميله وشريكه ولن يستغني – وإن استغنى – عن التفاهم والقبول.

وقل ما شئت عن أسباب الحرب فمما لاشك فيه ان تربية الالمان القديمة هي التي جعلتهم يأنفون من مفاوضة الأمم الصغيرة ويستكبرون ان يجلسوا مع بولندا او غيرها الى مائدة واحدة لفض المشكلات وتبادل الآراء ، لانهم ينظرون الى المفاوضة نظرة العسكري الذي لايعرف المفاوضة الا املاء الشروط او الخضوع لمن يمليها ، ومما لاشك فيه ان تربية الانجليز القديمة هي التي جعلتهم يفاوضون الكبير والصغير ، وعودتهم ان يروا لمفاوضهم حق الشاري على البائع ، في مجال الأخذ والعطاء .

ومن هنا فقد أطبق هتلر على بولندا واحتلها فليست دانزيج هي بيت القصيد، انما بيت القصيد هو خنق بولندا ومن يجاورها من أمم أوروبا الوسطى، فلا تجد تلك البلاد منفذا لتجارتها غير الأرض الألمانية من الشمال او الجنوب: ففي الشمال دانزيج وفي الجنوب النمسا، ولن يدخل الى تلك البلاد او يخرج منها شيء إلا بإذن النازيين.

ومتى استعبدت أوروبا الوسطى للنازيين هذا الاستعباد فمصير أوروبا الشرقية وما ورائها معروف، ومصير الخطط النازية كذلك معروف، فهي خطط تجتمع في خطة واحدة، وهي استعباد كل من يبتلى لهم بجوار، او يقف لهم في طريق.

وعلى الرغم من هذا جميعه لم تكن الحرب ضرورة قاسر، لان أنصار السلام من ساسة الأمم في أوروبا وأمريكا تعبوا وهم يقترحون حلول المفاوضة والتوفيق، قيل لهم ان الحل الوحيد هو قبول ما يريده النازيون ولو كان في قبوله الفناء.

وإذا كانت سياسة هتلر قد اضطرته الى ورود هذا المورد الوبيل فبئس ما فعل، وساء نصيبه من السياسة.

اما إذا كان مختارا يملك الحرب والسلم ثم لا يبالي ان يخوض الحرب ويعرض عن السلم فالمصيبة أعظم: المصيبة خطل وإجرام وهوس مجتمعات

اعتقد ان في هذا القدر تبسيط لعقلية القلعة الصهيونية الغربية المجرمة في التسلط على أهلنا في غزة وللحديث بقية ان ظل في العمر بقية.








طباعة
  • المشاهدات: 5724
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-03-2024 05:49 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم