05-03-2024 09:03 AM
بقلم : بلال حسن التل
قدمت معركة طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلي غاشم على قطاع غزة، تحول إلى عملية إبادة جماعية لسكان القطاع، بالتزامن مع تشديد الحصار وكل أشكال التنكيل بابناء الضفة الغربية المحتلة، قدم ذلك كله أدلة قاطعة غير قابلة للشكيك على أن الغرب الرسمي بقضه وقضيضه منقاد قياد أعمى للرواية الصهيونية، ولتبرير كل جرائم كيانها المغتصب لفلسطين، ومن آخر صور هذا الانقياد الغربي الرسمي الأعمى، أن تغريدة من وزير خارجية الكيان الصهيوني حول ضرورة تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كانت كافية لكي تتسابق الدول الغربية للإعلان عن توقيف مساهماتها في تمويل هذه الوكالة، مما يعني تعميق المأساة الإنسانية التي يعيشها خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، ومما يعني أيضا المشاركة الغربية الفعلية في عملية الإبادة الجماعية لأبناء فلسطين.
هذا الحقيقة التي نعيشها صبح مساء أسقطت وتسقط ورقة التوت عن كل الشعارات الغربية الزائفة حول حقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وتبين كذلك هشاشة العهود والمواثيق الدولية، التي ثبت أنها لا تخدم إلا الأقوياء، وتستخدم لتبرير عدوانهم على الشعوب المستضعفة، كما حدث في أكثر من بلد عربي ومسلم.
وهي حقيقة مرة يجب أن تدفعنا إلى العمل الجاد، الذي يحمينا كعرب، حتى لا تنطبق علينا الحكمة القائلة (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)، المخطط الصهيوني الغربي لن يتوقف عن حدود فلسطين إن لم يتم ردعه، بعمل عربي مشترك يبدأ بخطوة صغيرة تتمثل بتأسيس صندوق عربي لتمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتحريرها من قبضة الابتزاز الغربي الصهيوني، ولحماية خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، قد يتحولون في أي لحظة إلى قنابل متفجرة في منطقة مشحونة بكل صواعق الانفجار مما سيشكل خطرا على الأمن والاستقرار ليس على مستوى الإقليم فقط، بل على مستوى العالم فيندم البعض في وقت لا ينفع فيه الندم.
الصندوق العربي المقترح هذا يمكن تحويله إلى صندوق إغاثة عربي، يقدم الدعم والعون لأي بلد عربي قد تقع فيه كارثة لاسمح الله، ومن الممكن تمويله من مساهمة كل دولة عربية في ميزانيته بشكل سنوي، ومن خلال فتح باب التبرع له شعبيا من قبل الراغبين من أبناء أمتنا، ومن استثمار أموال هذا الصندوق في مشاريع استثمارية عربية، تؤسس لاقتصاد عربي متكامل.
انشاء صندوق إغاثة عربي يبدأ بمد يد العون للمحاصرين في غزة، وبتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قد يكون خطوة على طريق تغير ما نحن فيه من سوء الحال.
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-03-2024 09:03 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |