بقلم : د. هبة أبو عيادة
في رحلة الحياة، يمضي الإنسان عبر مسارات مختلفة عديدة ومتنوعة، يواجه فيها النجاح والفشل، الغنائم والخسائر، الانتصارات والهزائم، ولكن، تبقى التجارب هي الكنز والإرث الحقيقي الذي يجمعه الإنسان من رحلته وتصقل خبرته وتطور مهاراته وتبلور شخصيته، حتى لو كانت تلك التجارب مُرّةً وقاسيةً ونتائجها صعبة مؤلمة، المهم أن يخوض التجربة ولا يتراجع ويتعلم من تجاربه كي لا يسقط مرتين، فالمرء لا يلدغ من جحر مرتين.

كافة التجارب في حياتنا لها قيمة حتى في العثرات فهي تُكسبنا خبرة وتعلمنا دروساً راسخة لا تنسى؛ الدرس الأول: التواضع، مع كل تحدي، نتعلم درس التواضع، ونُدرك أننا لسنا دائماً على حق، وأن هناك من هو أفضل منّا. الدرس الثاني: الجلد، تُعلمنا التجارب الصعبة معنى الصبر والجلد، ونُدرك أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل فرصة للتعلم والنهوض من جديد. الدرس الثالث: التقدير: مع كل إخفاق في حياتنا، نُدرك قيمة النجاح أكثر، ونُصبح أكثر تقديراً للإنجازات التي نحققها.

إذا تعلمنا الدروس السابقة من كل تجربة حتمًا سينعكس على مهاراتنا الحياتية وتطوير الذات والقدرات والمهارات مع كل تجربة، نتعلم مهارات جديدة، ونُطور قدراتنا، ونُصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات. وتُساعدنا التجارب على تنمية شخصياتنا، ونُصبح أكثر نضجاً ووعياً، ونُدرك أن الحياة ليست دائماً وردية. وبالتالي تعزز أهمية العلاقات الإنسانية، ونُصبح أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين، ونُدرك قيمة الدعم والمساندة. و تُلهمنا التجارب للوصول إلى أهدافنا من خلال التحفيز؛ إذ تُحفزنا التجارب على المثابرة والسعي لتحقيق أهدافنا، ونُدرك أن النجاح ليس مستحيلاً، بل يتطلب بذل الجهد والمثابرة. تزيد الثقة بالنفس: مع كل تجربة، نُصبح أكثر ثقة بأنفسنا، ونُدرك أننا قادرون على تجاوز أي تحدٍّ نواجهه. تُعلمنا التجارب أن الأمل موجود دائماً، وأن هناك فرصة للنجاح حتى بعد الفشل.

عزيزي القارئ الأمثلة الشاهدة من التاريخ عديدة وأذكر منها توماس إديسون الذي فشل أكثر من ألف مرة قبل اختراع المصباح الكهربائي. وقصة نيلسون مانديلا الذي قضى سبعة وعشرين عامًا في السجن قبل أن يصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا.

ختامًا لا تُقاس قيمة التجارب بنتائجها، بل بما نتعلمه منها. فحتى التحديات تُصبح غنائم ثمينة تُثري حياتنا وتُساعدنا على التطور والوصول إلى أهدافنا. لذا، لا تُحبط من الهزائم، بل اجعلها دافعاً للتعلم والنهوض من جديد، فغنائمُ المرء تجاربُه ولو أورثته الهزائمُ.