06-03-2024 09:32 AM
سرايا - مهند الجوابرة - قال المحلل الأمني والاستراتيجي اللواء المتقاعد الدكتور هشام خريسات بأن مسلسل القتل لازال مستمرا في قطاع غزة على الرغم من المناشدة العالمية "لإسرائيل" بضرورة تحسين الوضع الإنساني، إلا أن الأخيرة قتلت أكثر من 150 فلسطينياً وأصابت ما يزيد عن 1000 في الثلاثة أيام الأخيرة فقط، عبر سلسلة هجمات استهدفت مدنيين عزل فيما سمي عالمياً بـ "مجازر الطحين"، لافتاً إلا أن هؤلاء المدنيين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات إنسانية في ظل حرب "إسرائيلية" بشعه ومدمرة متواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي .
وأضاف الدكتور خريسات لسرايا بأنه ومن جراء استمرار الحرب والقيود "الاسرائيلية" على قطاع غزة لا سيما في الشمال ، بات الغزيون على شفا مجاعة كارثية قد تودي بحياة العديد منهم ، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، إضافة لنزوح معظم السكان باتجاه الجنوب بحثا عن أمان بائس وظروف إنسانية أفضل .
وأوضح خريسات بأن مجازر الطحين بدأت عندما أطلقت قوات "إسرائيلية" النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم بالقرب من منطقة دوار النابلسي جنوب مدينة غزة للحصول على مساعدات إنسانية، مما خلَّف 120 شهيدا و770 جريحا، بحسب الاحصائيات الوارده من وزارة الصحة.
وبين بأن "إسرائيل" ادعت بأن المواطنين والحشود الباحثة عن لقمة الخبز احتكو مع الجنود الاسرائيلين وأنهم قضوا نتيجة التدافع وادعاء أن عناصر حماس تتصرف بالمساعدات بطريقه غير منظمه ، فيما أعلنت في البدايات عدم مسؤوليتها عن الحادث إلا أن تبجح بعض السياسيين المتطرفين أكد أن القتل مصدره رصاص "إسرائيلي" .
ولفت إلى أن ما يعرف بــ "مجازر الطحين" أثارت ردود أفعال غاضبة ومنددة عربيا وإقليميا ودوليا، بالإضافة إلى مطالبات بإجراء تحقيق مستقل وتحرك مجلس الأمن والمجتمع الدولي .
ويرى المحلل الأمني والاستراتيجي الدكتور هشام خريسات بأن أسباب هذا الاستهداف تتمثل في إصرار جيش الاحتلال على المضي قدماً في حرب الإبادة والتطهير العرقي، واتباع أسلوب التجويع الممنهج وتعميق الكارثة الإنسانية في القطاع، وحرمان غزة وأهلها من الحصول على أية مساعدات إنسانية ، كما أن قوات الاحتلال "الإسرائيلية" تنفذ جرائم إبادة جماعية ممنهجة تستهدف مئات الآلاف من البطون الجائعة ، إذ تعتبر هذه الجرائم الخاصة بالتجويع المستمر جزءاً لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني لإخلاء كامل منطقة شمال قطاع غزة من المواطنين.وإجبار الغزيين على المغادرة باتجاه الجنوب سعياً للوصول إلى التهجير سواءً كان طوعياً أو إجبارياً.
وختم خريسات بأن استمرار جرائم الاحتلال في إطار حربه الغاشمة على قطاع غزة، تثبت يوماً بعد يوم الحاجة الملحة والضرورية إلى تحرك دولي جاد وعاجل لإنهاء هذا العدوان غير المسبوق فوراً والوصول إلى هدنة دائمة تمهيدا للسير بمعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، والتي باتت تنذر بمجاعة حقيقية وكارثة صحية .