07-03-2024 09:14 AM
بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
في حادثة ٧ من أكتوبر من عام ٢٠٢٣؛ التي حطمت هيبة جيش الاحتلال المتغطرس؛ تحركت الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية والغربية بأساطيلها وجيوشها وبوارجها الحربية مباشرة وبسرعة هائلة إلى المنطقة للوقوف إلى جانب الصهاينة، وهددت دول المنطقة بعدم التدخل ومنع اتخاذها أي ردّة فعل تجاه ما ستفعله دولة الكيان الغاصب للأرض والمقدسات جراء هذه الحادثة.
على نقيض من هذه الصورة تماماً، ورغم توالي المجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة؛ جاءت مجزرة «النابلسي» في غزة التي استشهد على إثرها العشرات وأصيب فيها المئات من النازحين الذين يتضورون جوعاً ويلوحون عطشاً، لتختلط دماؤهم الزكية الطاهرة بالطعام الذي جاءوا ليبحثوا عنه، وينتظرونه من قوافل المساعدات الإنسانية، وليسجل ذلك وصمة عار على جبين الإنسانية الصامتة، وليؤكد هذا العدو من خلال هذه المجزرة وما قبلها وما بعدها مدى جبنه ونذالته غير المسبوقين في التاريخ.
لقد كشفت حرب غزة صمت وتخاذل دول العالم عموماً والعديد من الدول العربية والإسلامية خصوصاً
على هذه الجرائم البشعة التي كانت تستخدم القضية الفلسطينية لمكاسب انتخابية وسياسية وغيرهما.
لقد كشفت حرب غزة عن عورات الكثيرين في هذا العالم، ولا سيما المؤسسات والمنظمات الدولية التي تتبنى حقوق الإنسان وتدعو إلى العدل والمساواة والحرية والكرامة الإنسانية،وأثبتت أنها لا تكيل بمكيالين فقط؛ بل بمكاييل عديدة، ولطالما أرهقت مسامعنا بمبادىء القانون الدولي والشرعية الدولية وحرية الإنسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة والآمنة !!.
معانٍ وقيم تبين لكل ذي بصر وبصيرة وحرّ شريف أنه لم يعدّ لها معنى بعد حرب غزة.
يالها من خدعة ماكرة مارسوها علينا، حتى أصبحنا منخدعين بصورتهم الزائفة التي كشفت عوراتها حرب غزة ومجاعة أهلنا الصابرين المرابطين على أرضهم.
حرب غزة كشفت عوراتنا: عرباً؛ ومسلمين، في عدم إيصال الطعام والشراب لأهل غزة.
وإذا كنا قد فرحنا بمبادرات جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بانزال المساعدات الغذائية والإشراف على إيصالها شخصياً على هؤلاء الأهل التي لم يسبقه اليها أي زعيم عربي أو مسلم، استمراراً لنهج آل هاشم في الرفادة ومعناها » إطعام العام» والسقاية ؛ فإننا نتطلع في الأردن- ونحن الأقرب إلى فلسطين وأهلها: روحاً؛ وقلباً؛ وعشقاً، إلى المزيد من هذه المبادرات لنصرة الأهل والأحبة المكلومين في غزة هاشم.
أما الأخوة العرب والمسلمون؛ فإننا نقول لهم: » إن هؤلاء الذين يتضورون جوعاً ويموتون عطشاً، ويقطّعون أشلاء وتحرقهم طائرات ودبابات وصواريخ الصهاينة، هم أخوة لكم، والمؤمنون في ديننا الحنيف أخوة في السراء والضراء، فهبوا لنجدتهم، وأوقفوا هذا الحصار الجائر عليهم الذي لا يرضى به كل إنسان حرّ وشريف ويخالف قيم الإنسانية والحضارة، ولم يرض به الطيار الأمريكي النبيل » بوشنيل» الذي أعطى للعالم درساً في الإنسانية، والإحساس بآلام الآخرين ومعاناتهم برفضه المشاركة في إبادة الفلسطينيين.
ستبقى حرب غزة حية في ضمائر أحرار وشعوب العالم ووصمة عار في جبين الصهاينة الطغاة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-03-2024 09:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |