حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,8 سبتمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6586

الصدق .. سبیل وحید لنجاة البشریة من الهلاك

الصدق .. سبیل وحید لنجاة البشریة من الهلاك

الصدق ..  سبیل وحید لنجاة البشریة من الهلاك

07-03-2024 09:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سارة طالب السهيل
تحن فطرتنا الإنسانیة للعیش زمن الأجداد، وترى فیها جمالا كن نظنها استجابة لحاجتنا إلى التواصل مع جذورنا، ولكننا بعدما عشنا وقائع حیاتنا المعاصرة وما تموج به من علوم تقنیة فائقة وسیاسات دولیة تقهر الشعوب، وتسلب أقواتها وتدمر دولها، وتعدم استقرارها وتقضي على ثوابتها الأخلاقیة والدینیة، وتوظف علومها الحدیثة من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بكل أقسامها في نشر الكذب والخدیعة والأوهام، أدركنا سر انجذابنا لزمن الأجداد حیث راحة البال والأمن والطمأنینة بفعل صدقهم وأمانتهم. عالمنا المعاصر بات یعایش الأكاذیب كما یأكل ویشرب ویتنفس، والغریب أنه یصدقها من كثرة إلحاح المیدیا علیها كالسحر، فصار الكذب هو الصدق!، والنتیجة كما انتشار القلق والخوف والأمراض النفسیة وفقدان الثقة بین الناس، لأن الإنسان خالف فطرتها السویة التي تستوجب قیمة الصدق في نفسها، وفي التعامل مع الآخرین.

قد یبرر البعض اللجوء إلى الكذب رغم أنها محرم أخلاقیا، وفي كل الأدیان السماویة والثقافات والحضارات عبر تضلیل الناس بمعلومات مغلوطة بكل صوره في البناء والتعلیم والصحة والتجارة والسیاسیة، بأن لها الغلبة الظاهرة، وأنه لا یمكن تحقیق المصالح بدون الالتفاف على الحق والصدق، فصار الزیف الذي هو عملة العصر طریق أقصر لجلب المنافع، وهذا التبریر قادنا إلى نقص الخیرات في الأرض وانتشار الأوبئة والأمراض والهلاك، فأي منافع نحققها بالكذب والغش؟!

الواقع أثبت أن الكذب أدى إلى خسارة الثقة والصداقة، والشك والحزن، وجعلنا نعیش في عالم من الوهم والخیال، وأبعدنا عن الواقع والحقیقة، وأضعف شخصیتنا وثقتنا بأنفسنا، لأن الكذب یقترن بارتكاب الجرائم مثل الغش وغيره، كما یقترن ببعض المهن مثل الدبلوماسیة أو الحرب النفسیة الإعلامیة.

من هنا تصبح حاجتنا إلى استعادة الصدق في حیاتنا ضرورة كحاجتنا إلى الماء الهواء والطعام، لأن الصدق في حد ذاتها باب تفتح بها مغالیق أساسیة لسعادتنا وأماننا، حیث یتشعب منها الصبر، والقناعة، والزهد، والرضا، والأنس والإخلاص والیقین، والخوف والمحبة. ولذلك یعد الصدق أحد أهم القیم الأخلاقیة التي یجب أن نتحلى بها في حیاتنا، بوصفها. مطابقة القول للفعل والوفاء بالعهود والوعود وما یجلبها لنا الثقة والاحترام وإشعارنا بالسعادة والرضا وحمایتنا من المشاكل والندم، وتطویر شخصیتنا ومهاراتنا وحب الخیر للجمیع.

وفي واقعنا الیومي تموج وسائل التواصل الاجتماعي بأكاذیب سیاسیة ودینیة واجتماعیة تفرق الأمم، وتفت في عضد الدول، وتهدم الأسر وتهدم اقتصادیات الدول، وتروج لأدیان فاسدة، وقلما أن تجد كلمة حق صادقة من كثرة الأباطیل الكاذبة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والنتیجة أن المجتمع الإنساني فقد بوصلة الأمان الاجتماعي والنفسي والسكینة الطمأنینة، وصار تائها في بحار من الضمات.

ویظل الصدق هو سفینة النجاة التي تنجي البشریة من الغرق الذي نعیشها في عالمنا المعاصر.

والصدق في الأقوال، فلا ینطق لسانه إلا بصدق وقول الحق الصدق في القول یستوجب على الإنسان أن یحفظ لسانه فلا یتكلم إلا بصدق،ولا ینطق إلا بحق. إن البشریة كلها باتت في أشد الحاجة إلى استعادة توازنها النفسي والشعور بالأمان الداخلي والطمأنینة، وهذا ألا یتحقق بمعزل هجر الكذب والعودة إلى الصدق، فعلى كل تاجر أن یتحرى الصدق في ترویج سلعته، ویتوقف فورا عن الحلف كذبا، وعلى أصحاب الحرف والمهن أن یتحروا الصدق في المواد التي یستخدمونها، وفي مواد الصناعة والبناء، وعلى الموظفین تحري الصدق في مواعید عملهم وقضاء مصالح الناس وفق معطیات وظائفهم، وعلى الساسة وأصحاب المناصب العلیا أن یتحروا الصدق فیما یعلنونه وما یتخذونه من قرارات في صمیم حیاة الناس الیومیة. أما أصحاب العلم والفكر والإعلام ورجال الدین وغیرهم من الفئات التي تشكل وعي الناس فهم الأجدر على تبني الصدق قولا وفعلا؛ لأنهم هم الذین یشكلون ذائقة الصدق والإخلاص فیما یقدمونه للناس، فیجب ألا یقدموا لهم سوى كل ما هو صادق ومخلص، حتى لا تسمم عقولهم وأفكارهم وجوارحهم بالزیف والغش.

وللإعلام الصادق دور رئیسي في كشف الزیف ونشر الوعي بالصدق ومحاربة الزور والبهتان واختلاق الأزمات بین الفرق الدینیة، وإلصاق التهم جزافا بالشرفاء تشویها لسمعتهم. وهنا أیضا یبرز دور المجتمع نفسه أن یحارب الكذب بعدم تصدیق الإشاعات التي تهدم الأوطان، وتدمر الكیانات الأسریة والاجتماعیة، فتمحیص وتدقیق الأنباء عملاً عقلیاً ومنطقیاً قبل أن نشرع بإصدار أحكامنا على الآخرین، أو نصدق عنهم إشاعات مغرضة قیلت بحقهم زوراً وبهتانا.

الصدق وبناء الشخصیة. ولذلك یعد الصدق مفتاحاً رئیسیا في بناء شخصیة الإنسان وتطویر حیاته، حیث یقوده الصدق إلى تنفیذ الوعود والالتزامات الواجبة علیه في تعلیمها المستمر لتطویر عقله والتزود بالمهارات، وفي الوفاء بحقوق الأهل والجیرة وزملاء العمل وأداء حقوق العمل على الوجه الأكمل، مما یشعر الآخرین بالثقة والأمان في التعامل معها دونما غدر أو خذلان. كما أن الصدق یدفع صاحبها إلى الاعتراف بالخطأ بعیدا عن الكبر والمعاندة وما یستتبعها ذلك من تصحیح هذه الأخطاء، فیظهر للآخرین مدى نزاهة هذا الشخص الصادق؛ مما یخلق في نفوسهم الثقة به، وتتكامل عناصر الثقة النابعة من الصدق الداخلي للإنسان بسعیها إلى مساعدة الآخرین في العمل والمنزل، مما یجعلها مدعاة للاحترام والتقدیر. تنعكس أخلاق الصدق في النفس الإنسانیة، فتجعل صاحبه أكثر صراحة ووضوحا، ولا یدعي لنفسها ما لیس لها من المعارف، ویعرف قدر نفسه من المعرفة دون نقص أو مزایدة، فإذا سئل عن شيء یعرفها في العمل، فیقر بمعرفتها إن كان لا یعرفه یقر بعدم معرفتها احتراما لنفسها وللآخرین، بل وقد یسعى لمعرفة ما ینقصها من مهارات ضروریة في العمل إذا تطلب الأمر ذلك مما یجعلها محلا لثقة الناس ومحبتهم.

رأي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 6586
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-03-2024 09:18 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم