07-03-2024 12:50 PM
سرايا - منذ الهزيمة النكراء التي حلّت بدولة الاحتلال في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، يعمل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بخطىً حثيثةٍ على التنصّل من المسؤولية وإلقاء تهمة الإخفاق المدويّ والفشل المُجلجِل على القادة الأمنيين للجيش والمخابرات، علمًا أنّ قادة الأجهزة، قائد الأركان، ورئيس الاستخبارات العسكريّة وقائد جهاز الأمن العّام (شاباك)، أعلنوا مسؤوليتهم عن الفشل وأكّدوا أنّهم سيستقيلون من مناصبهم بعد انتهاء العدوان على غزّة.
وفي هذا السياق، ونقلاً عن مصادر مطلعةٍ جدًا في "تل أبيب"، كشف المُراسل السياسيّ في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، يارون أبرهام، النقاب عن مواجهةٍ حادّةٍ بين رئيس الأركان في جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هاليفي ووزراء في حكومة بنيامين نتنياهو انتقدوا فشل جيش الاحتلال الإسرائيليّ في تحقيق إنجازات في الحرب على قطاع غزة، مؤكدين أنّ الهجوم البري الذي شنّه الجيش على القطاع لا يسير بشكل جيد، بحسب تعبيرهم.
وشدّدّ التلفزيون العبريّ في تقريره على أنّ المواجهة بين هاليفي والوزراء جرت، خلال اجتماع عقد مؤخرًا، ووصلت إلى حدّ الصراخ.
ومضت القناة العبريّة قائلةً إنّه: “في ذروة هذه الجلسة؛ وجّه الوزراء انتقادًا لاذعًا لإنجازات جيش الاحتلال الإسرائيليّ. بعض الوزراء وجهوا انتقادًا لرئيس هيئة الأركان بأنّ المناورة العسكريّة لم تكن جيّدةً بما فيه الكفاية، وأنّ التقدم كان بطيئًا واختيار إبقاء رفح للنهاية لم يكن أمرًا صحيحًا، ومزاعم أخرى لا يمكن التفصيل فيها، لأسباب أمنيّةٍ، ولمنع الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة نشرها”، كما قالت القناة العبريّة.
المراسل السياسيّ نقل عن المصادر عينها أيضًا قولها إنّه “عندها، رفع رئيس هيئة الأركان صوته، وقال للوزراء: “أنا أذكّركم، أنتم بشكلٍ عامٍّ لم ترغبوا بهذه المناورة. ولو لم يضغط جيش الاحتلال والمؤسسة الأمنية لهذا، لم نكن لنناور أبدًا في غزة”، طبقًا لأقواله.
وتابعت القناة تقول: “هذه هي الأقوال الحادّة التي تظهر للخارج، الغضب المتبادل بين المستويين السياسيّ والعسكريّ، رئيس هيئة الأركان وقادة المؤسسة العسكرية، طوال الوقت، يشعرون أنّ المستوى السياسي يبحث لإلقاء المسؤوليات عليهم في سلسلة من العناصر على امتداد الحرب”.
ومضت قائلةً: “من جهةٍ ثانيةٍ عدد من الوزراء يعتقدون أنّ جزءًا من الاختيارات التكتيكيّة لجيش الاحتلال في هذه الحرب ليست جيّدةً كفاية، وعلى هذه الخلفية اندلعت المواجهة الاستثنائية هذه التي دفعت رئيس هيئة الأركان للتحدث بنبراتٍ عاليةٍ”، وفق ما أكّدته المصادر للتلفزيون العبريّ.
وخلصت القناة الـ 12 العبرية إلى القول إنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفاد بأنّه: “يرفض التعليق على ما قيل في نقاشاتٍ مغلقةٍ”، بحسب تعبيره.
في سياقٍ ذي صلةٍ، قالت صحيفة (تلغراف) البريطانية إنّ وزير الأمن القومي (الإسرائيلي) إيتمار بن غفير مُنع من حضور إحاطات استخباراتية بعد سلسلة من التسريبات لوثائق حساسة.
وذكرت الصحيفة في تقرير نشر أنّ بن غفير متهم بخرق القواعد الأمنية ذاتها التي يقع على عاتقه حمايتها، وأنّ مجلس الأمن القومي (الإسرائيلي) بات يقاطعه.
ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتيٍّ (إسرائيليٍّ) كبيرٍ أنّ “أكبر تهديد لـ (إسرائيل) من الداخل هو بن غفير. إنّه يتصرف وفق قواعده الخاصة ويحاول تجاهل جميع من حوله رغم أنّه لا يملك أيّ خلفيةٍ في قضايا الأمن القومي والدفاع. إنه عبء”، قال المصدر.
وأشار التقرير إلى ما أوردته صحيفة (هآرتس) العبرية بأنّ بن غفير متهم بالتقاط صور للحاضرين في اجتماعات استخباراتية رفيعة المستوى.
وجديرٌ بالذكر أنّه في الشهر الماضي، رفض قادة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) عقد أيّ لقاءٍ جديدٍ مع بن غفير بعدما أصبحت العلاقة بين الجانبين عصية على الإصلاح إثر صدامات متكررة خلال الاجتماعات الأمنية الأسبوعية.
واتهم الـ (شاباك) بن غفير بتسريب معلومات وخرق البروتوكول بتصرفات من بينها دخول الاجتماعات بالهاتف المحمول.
وقالت الصحيفة إنّ مقاطعة أكبر جهازيْن للأمن الداخلي لبن غفير، المدان في الماضي بتهم الإرهاب، تجعله بلا دراية بالأمور الاستخباراتية الحيوية.
من ناحية أخرى، قالت القناة الـ 12 العبريّة، نقلاً عن مصادرها في "تل أبيب"، إنّ بن غفير ألمح إلى أنّه عرقل الصفقة المحتملة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس و (إسرائيل)، بقوله إنّ “عدم إطلاق سراح آلاف الإرهابيين هو نتيجة إصراره”، على حدّ مزاعمه.
يُشار إلى أنّه في أحد الأفلام الوثائقيّة (الإسرائيليّة)، والذي جاء تحت عنوان (النبيّ كهانا) قال بن غفير إنّه “لا يوجد شيء اسمه القرى والمدن العربيّة في (إسرائيل)، فكلّ مستوطنةٍ في أرض (إسرائيل) هي يهوديّة، ويسكنها العرب بشكلٍ مؤقتٍ”، وبحسب المحامي (الإسرائيليّ) يوفال غانور، كما ذكر في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّ هذه الأقوال تعتمِد على الرؤية العنصريّة التي تؤمن بالفوقيّة اليهوديّة، وفق تعبيره.
ولفت المحامي إلى أنّه في مقطعٍ آخر من الفيلم قال بن غفير: “في العام 1967 كانت لدينا فرصةً تاريخيّةً للتخلّص من جميع العرب في أرض (إسرائيل) (فلسطين التاريخيّة)، العرب توقّعوا أنْ نُنفّذ بحقّهم المذابح والمجازر، حسنًا لم تكُنْ مجازر، ولكن قمنا بعملية طرد العرب”.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-03-2024 12:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |