حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10359

حتى لا يسود الرويبضة

حتى لا يسود الرويبضة

حتى لا يسود الرويبضة

09-03-2024 05:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد عبدالله الروابدة
عدنان الكيلاني ، شاهر المومني ، خضر شكري ، آلاء الغيظان هل تعرفهم ؟!
لا تقلق أنت لم تصب بالزهايمر بعد ، ولم تتعرض خلايا دماغك للتلف المفضي إلى النسيان ، ببساطة أنت لا تعرفهم ولم تسمع عنهم من قبل ولم تشاهدهم على شاشات برامج " التوك شو" ولم تستضفهم المحطات التلفزيونية الهابطة ولم تكرمهم الحكومة في مهرجانات صاخبة ، لا تقلق مرة أخرى فأنت كباقي الشعوب المُجهلَة " والمتعوب عليها " في ذلك .
يقول المفكر والفيلسوف الكندي " آلان دونو" مؤلف كتاب نظام التفاهة أن مسؤولية جعل التافهين رموزاً تقع على عاتق من يتفاعل من نشاطاتهم ويتابعها لحظة بلحظة حتى تصبح أمور حياتهم التافهة مجال نقاش في جميع المحافل وحتى عند النخبة .
لكن عودتنا الحالة الأردنية أن تتميّز في ذلك ، ففي الأردن أصبح أولئك الرويبضة _ كما وصفهم رسولنا صلى الله عليه وسلم _ محل اهتمام لدى مؤسسات الدولة الرسمية ومدعوون لندواتها التي تستقطب " النشطاء والمؤثرين " وشخصيات عامة يتوقعون منهم أن يلتف الشباب حولهم في القضايا الوطنية والمصيرية ، مع أن معظمهم خالف القانون والدستور مئات المرات بلا حساب ولا عقاب ، وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ يعاقب القانون الأردني وفق المادة ٣٠٦ من قانون العقوبات بالحبس لمدة سنة على من قام بفعل منافي للحياء في مكان عام ، ونرى منهم أمام الآلاف من المتابعين يتباهى بقدرته على شتم الطرف المقابل بألفاظ نابية .
إن تمييع المجتمع وتسخيف فكر شبابه والنزول بمستوى طموحاته إلى أدنى المستويات يعتبر جريمة في حق الوطن ، فالنهضات جميعها قديمها ومعاصرها لم تقم على مثل هؤلاء بل قامت على المفكرين والمعلميين والمثقفين القادرين على إرساء القيم العليا في نفوس الشعوب وصولاً إلى نهضة الأمة وازدهارها وانحطاط الأمم يأتي بانحطاط قدوتها .
نحن نختار معاركنا وخصومنا بعناية ، لذا فإن هؤلاء أقل من أن نجعلهم خصماً ، ولكن نحن نختصم الذي خلفهم والذي يدعمهم ويظهرهم لنا على الشاشات ويدعوا شبابنا ومراهقينا إلى التشبه بهم والسير على خطاهم لنيل المجد والشهرة والمال .
أما بالنسبة للأردنيين الرائعين الذين بدأت بهم حديثي فهم الدكتور المهندس عدنان الكيلاني الحاصل على جائزة نوبل عام ٢٠٠٢ في مجال الخدمة الإنسانية ومؤسس كلية الهندسة في الجامعة الأردنية ، الدكتور شاهر المومني أستاذ الرياضيات في الجامعة الأردنية والحاصل على جائزة أكثر علماء العالم تأثيراً في هذا العام والمرشح لجائزة نوبل عام ٢٠١٨ والدكتورة آلاء الغيظان الحاصلة على كأس العالم في البحث العلمي في دورته الماضية التي عقدت في تونس وحتى هذه اللحظة هي عاطلة عن العمل بالمناسبة ، أما الأخير فهو خضر شكري بطل معركة الكرامة الذي نادى باللاسلكي للمدفعية الأردنية " الهدف موقعي " آملاً في أن ينال الشهادة عوضاً عن الأسر.
قدسوا القدوات واقتدوا بهم فإن التفاهة قد بلغت مبلغاً صعباً اليوم .








طباعة
  • المشاهدات: 10359
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-03-2024 05:52 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم