حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9970

رمضان، بأيّة حالٍ تحلّ؟

رمضان، بأيّة حالٍ تحلّ؟

رمضان، بأيّة حالٍ تحلّ؟

09-03-2024 06:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : السفير قيس شقير
كيف سنستقبل الشهر الكريم هذه السنة؟ هل نستشعر روحانيته، وقد بدأت نسائمه تهب علينا؟ أنفرح لقدومه، ونستعد لإحياء لياليه؟ وهل أعددنا له عدّته، كما هو عهدنا بشحذ الهمم للتعبد، وتحضير قوائم الصدقات؟ وهل لنا أن نشعر بفرحة الصائم حين يفطر، وفرحته حين يفطّر صائمًا، وحين نتبادل التهاني بشهر الخيرات؟

أسئلةٌ تُلح علينا وأخوتنا في غزة يُقتلون ليل نهار، تُهدم بيوتهم، وتُقصف مستشفياتهم، وتغلق منظمات الأمم المتحدة سبل مساعداتها بشتى الحجج، ونسعى نحن ما أمكننا لمد يد العون، فيقود الأردن حملات غوثٍ جويةٍ تُشجع دولًا أخرى على مشاركتنا هذا الجهد، وهو أقل ما يُقدم، وإن لا يغني عن فتح المعابر، وقبل ذلك توقّف آلة الحرب التي تفتك بالأطفال الرّضع، والنساء، كبار السن لأكثر من خمسة أشهرٍ متتاليةٍ.

لا يمكن لنا، ونحن نستقبل شهر الرحمة والعبادة أن نرضى أن يجور العالم على غزة وأهلها. أين المواثيق، وأين عهود حقوق الانسان، وحقوق الطفل، ويوم المرأة الذي حلّ قبل يومين، بل أين إنسانيتنا والناس تموت جوعًا، أهذه حضارتنا؟ أهذا ما تعلمناه من دروسٍ عقب الحربين الأولى والثانية في القرن الماضي؟ وهل نجحت، أم سقطت مواثيقنا وعهودنا في تطبيق القانون الدولي على الجميع دون استثناءٍ، وكذلك القانون الإنساني الدولي؟ وما سنقول في رمضان عند الإفطار؟ هل سنحمد الله على أن هيأ لنا صيام اليوم وتحمّل العطش والجوع، وأخوتنا غير بعيدين عنا، نراهم على شاشات الفضائيات يصومون قسرًا من مطلع الشمس، إلى مطلعها، لا إلى مغربها، ذلك إن أذنت آلة القتل لأنفاسهم أن تستنشق هواء غزة ممتزجًا برائحة البارود؟ وكيف لنا أن نتبادل "ولائم رمضان" وجيراننا جوعى، وثكالى، ويتامى مكسورو الخاطر في شهر جبران الخواطر؟

لا ليس هذا رمضان الذي انتظرنا قدومه لنستشعر رحمته وبركاته، كيف لنا أن نرفع أكفّ الدعاء، وفي قرارة أنفسنا شعورٌ بالتقصير، رغم كل ما سعينا أن نفعل؟

لا بد لإنسانيتنا من صحوة ضميرٍ تنفض عن ردائها غبار سنينٍ من السلبية، وازدواجية المعايير، واللامبلاة حين يظل قرص النار بعيدًا عنهم، قريبًا منا، بل ملاصقًا لنا ليل نهار لأكثر من سبعة عقودٍ من احتلالٍ وانتهاكٍ لحرمات البيوت والمساجد والكنائس، ومصادرةٍ للأرض أحجارها وأشجارها، مائها وهوائها.

لقد بدأت ملامح تلك الصحوة تلوح في الأفق، فهاهي المظاهرات والوقفات التي تقودها أجيالٌ في كثيرٍ من دول العالم، تنفض عنها غبار الماضي الذي صوّر الضحية مجرمٌا، والقاتل حمَلًا وديعًا، فباتت الحقيقة أجلى من بزوغ الشمس في سماءٍ لا غيم فيها، فنتذكر ورمضان يحلّ علينا، مقولة: "لا يصحّ إلا الصحيح" التي تعلمناه في الصغر. ولعلّ ذلك أقرب من مما نظن.








طباعة
  • المشاهدات: 9970
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-03-2024 06:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم