11-03-2024 08:30 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
نحن نمر اليوم بمنعطف غير مسبوق، وفي وسطه يقف الأردن مستمسكا بالمبدأ، ويحمل معه حاضره ومواقفه التي لا ينكرها إلا غافل، أو متغافل.
ومع هذه التحولات فإن بعض تحليلات تحاول المبالغة في تصوير دور الأردن بالضعف، وتحاول – والقصد التحليلات – أن تصور دور الأردن وكأنه تابع ويسير في محاور باحثاً عن مصلحته، أو تضعه في خانة التشكيك.
ولكن المفارقة، أن بعض هذه التحليلات، فوق عللها، يشوبها أمية تاريخية، وتتغلف بعناوين فضفاضةٍ أو معرفةٍ مجتزأة، دون أن يتبين أصحابها الحقائق.
قرأت مؤخراً عدة تحليلات صحفية، تحاول بناء مقاربات توصل إلى التشكيك بدور الأردن.
وفي هذا الفضاء العربي المتاح لها النشر فيه، يُصور بلد كالأردن له مواقفه وثقله التاريخي والسياسي على أنه بلدٌ واهن، برغم أن الحقائق عكس على ذلك إقليمياً، وحتى التاريخ إن أستنطق بفصوله المعاصرة لا ينبأ عن ذلك.
الأردن قويٌ ومر بمراحل عبر تاريخه تلت الثورة العربية الكبرى، إذ يبدو أن كثيراً من الأقلام الشابة لا تقرأ تاريخ بلدها كما يجب، فالأردن مر بأصعب مما يمر به الإقليم حالياً من ظروف ملتهبة، والأردن ولد وسوريا مقسمة،والأردن ولد ودولٍ لم تتشكل بعد على هيأتها الحالية، والأردن عاصر زمن المحاور ووصل إلى مرحلة تواطؤ فيها عليه القريب والبعيد، والأردن عاد إليه كثيرون ممن نعتوه بالوهن، مستظلين بقوته.
والأردن صحيح يتبع مصالحه وهذا حق له – لا عليه – ولا أعلم وأنا أطالع كثيراً من المواد الصحفية لماذا يصور هذا الحق لهذا البلد بأنه ضعفٌ بل هو حق لدولة صنعت حالة من الإستقرار في اقليم مضطرب، وتجاوزت على شح حال إمكانياتها مفهوم الدولة الضعيفة إلى القوية.
والأردن في سياسته الخارجية اليوم لا يقاس وفق الدول الأخرى المجاورة، فالمتأمل يدرك أنها سياسة توازنٍ جامعٍ، وقد أصر عليها الأردن متجاوزاً محاولات كثيرة لفرض موقف عليه، وهذه قوة دولة ووطن لا ضعف.
أمام حالة الفوضى في التحليل ومحاولاته فان كتابا كثر خرجوا من بين ظهرانينا، دون قراءة أكثر وتثقيف أكثر على الأقل بتاريخ بلدهم علهم يحاججوا له لا عليه.
إن الأردن بتاريخه، وحاضره، ومواقف ملوكه سيبقى وفيا، رغم كل ما قيل، أو ما يتوهم به البعض، أو يحاول آخرون تأويله.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-03-2024 08:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |