11-03-2024 08:31 AM
بقلم : أحمد الحوراني
في زيارة الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء إلى وزارة الصناعة والتجارة يوم أمس، ثمّة مدلولات ومضامين ورسالة حاسمة أراد إيصالها لكل من يعنيهم الأمر خاصة فيما يتعلق بموضوع توفر السلع الأساسية للمواطن الأردني وعدم ضبط الأسعار بالتزامن مع حلول شهر رمضان، ولعل الإشارة اللافتة في الاجتماع الذي ضم الوزارات والدوائر المعنيَّة وقيادات من القطاع الخاص هو مضمون رسالة الخصاونة بأن الجميع في هذا الوطن على قدر عال من المسؤولية مما يعزز جانب التشاركية والتكاملية بين القطاعين الخاص والعام، الأمر الذي لطالما شكل جوهر اهتمامات ودعوات جلالة الملك عبدالله الثاني، وهذا ما عبر عنه الخصاونة بتوجيه تحية التقدير والاعتزاز والفخر إلى القطاع الخاص التجاري والصناعي والزّراعي والخدماتي، الذي كان دائما وعلى حد تعبير الرئيس في «جله وسواده الأعظم على قدر عالٍ جدّا من المسؤوليّة والأداء الوطني الرفيع في كل المفاصل الوطنية» حين أثبتت جميع هذه القطاعات صدق انتماءها للأردن وأنها جزء فاعل ومؤثر في المشهد الوطني ولا تتخلى عن دورها في الإحساس بالمسؤولية ضمن روح الفريق الواحد الذي يعمل ليبقى الوطن عصياً ينصهر فيه الجميع في بوتقة واحدة للحفاظ على مسيرة البناء والنماء والتنمية.
تؤشر زيارة الخصاونة إلى «الصناعة والتجارة» ولقائه بمثل هذه القطاعات، إلى سعي جاد وحثيث من قبل الحكومة وحرصها على ترجمة وإنفاذ توجيهات جلالة الملك في تعاون الجميع لحماية المواطن عبر وضع الخطط والمناهج الواضحة التي تحدد حاجات المواطن وهمومه، وتضع الحلول العملية الناجعة لتلك الحاجات والهموم، وتنهض لتطبيقها بواقعية وفق قدرات الوطن، ولعل الرئيس الخصاونة ما انفك منذ تسلم مهام موقعه كرئيس للحكومة يعمل جاهدًا لتنفيذ مضامين كتاب التكليف السامي الذي ركز على أهمية العمل الجاد من أجل توفير الحياة الكريمة وتقديم الخدمات العامة للمواطن الأردني، في البادية والريف والمخيم والمدينة، وأن ذلك الهدف يعتبر مسؤولية وطنية وواجب مقدس على الحكومة السعي الجاد للنهوض به ومواصلة برامجها لتوسيع الخدمات المقدمة للمواطنين في سائر المجالات التربوية والاجتماعية والصحية، وتطوير مستواها.
الخصاونة رجل دولة وسياسة وإدارة، والمتتبع لحوارات الرجل ولقاءاته مع كافة أطياف اللون الأردني، يعرف أنه لا يمكن أن يفوّت مثل هذه الفرصة والاجتماع مع قيادات وطنية مؤثرة دون الإشارة الصريحة إلى الحدث الأبرز على الساحة المحلية والإقليمية والدولية والمتمثل بالحرب على غزة، وبطبيعة الحال بل وتُحسب لدولته أهمية التذكير المستمر بالمواقف المشرفة التي يقودها جلالة الملك في سبيل حشد الدعم والتأييد الدوليين لرفع الظلم وإيقاف الحرب الجائرة على غزة، وعن علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية عمومًا جاءت مقولة الخصاونة (إن تضامننا مع فلسطين لم يبدأ منذ السَّابع من أكتوبر، بل أن الشأن الفلسطيني نعايشه يوميّا منذ أن قامت القضيَّة الفلسطينيَّة وصولاً إلى يومنا الراهن).
دلالات ورسائل جادة جاءت في توقيتها الدقيق إن على صعيد دعوة الجميع لتحمل مسؤولياته لحماية المواطن والحرص على توفير كافة السلع والخدمات في شهر رمضان، أو على صعيد التأكيد على حقيقة جلية ترجمة لدور الأردن الذي يعتبر الدولة الوحيدة التي نراها تشعُّ منها بارقة الأمل في إعادة الروح للأمة العربية، وكل ذلك بفضل همة وعزيمة وحنكة الملك الهاشمي عبدالله الثاني حفظه الله.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-03-2024 08:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |