حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11809

هناك في غزة .. رمضان جاء باكرا

هناك في غزة .. رمضان جاء باكرا

هناك في غزة ..  رمضان جاء باكرا

11-03-2024 09:03 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جهاد المنسي
هناك في غزة، تاريخ يكتبه أطفال لا يعرفون اللعب ولا مدارج الصبا، لم يتذوقوا معنى الطفولة، كسرت ألعابهم، سرقت احلامهم، هناك في غزة طفلات ونساء لا يعرفون يوم المرأة العالمي، وانما يعرفون لون الدم وصوت القصف، وغصة الموت، وأزيز الطائرات، وأنواعها، والقنابل وقدارتها التفجيرية، والصواريخ ومواطن صنعها، فكل الصواريخ غريبة والطائرات كذلك، والقنابل صنعت في بلاد الغرب وارسلت لقتل أطفال غزة وسرقة طفولتهم، وفرحهم، وألعابهم، وهدم مدارسهم وبيوتهم، وكسر خزائن ملابسهم، وقتل أمهاتهم، وآبائهم، واخوانهم، ثم يحدثونك عن حقوق الطفل والنساء، وعن شعورهم بالأسى للمجازر التي تحصل.


هناك في غزة، طفلة (مثلها أطفال كثر) أفاقت من نومها على أصوات القصف، وطائرات حربية تملأ الجو، طفلة وجدت سقف بيتها مهدوما، وبابه مكسورا، وأتربة التفجير تعصف بالأجواء، تفقدت سرير اخيها النائم بجوارها، وجدت سريرا احمر ملطخا بالدم، لم تر من أخيها إلا أشلاء، خرجت تركض تتفقد غرفة أبيها وامها، فلم تجد الأبواب في مكانها، وانما حيطان مهدمة وأشلاء متناثرة في كل مكان، وألعاب اغتالها القتلة، ودماء تسيل كجدول انفجر من باطن الارض.

هناك في غزة، يتوقف الكلام، يصمت الطفل، ويحضر الألم، تموت البسمة، لا ملاعب أطفال، ولا بيوت تحمي ساكنيها، فالنازيون الجدد في إسرائيل لا يريدون أي فلسطيني حيا، يقتلون كل من يتحرك، يقصفون الأطفال قبل الرجال، يغتالون النساء قبل الشباب، ثم يأتي العالم، والأمم المتحدة لتذكّرنا بيوم المرأة العالمي الذي صادف الجمعة الماضي؛ فيا أيها الحالمون الذين صمت اذانكم، عن أي يوم للمرأة تتحدثون، وعن أي حقوق تكتبون، تعرت المواقف فبانت عوراتكم، وتعرفنا على كذب خطاباتكم.
يا أنتم، يا بائعي الكلام في مجلس الأمم المتحدة، ماذا قدمتم للمرأة الفلسطينية الغزية والمقدسية؟، ماذا فعلتم لوقف نازية إسرائيل، ورفضها الانصياع لكم، وتمردت على كل قرارتكم السابقة والحالية واللاحقة، فيا انتم الذين ما زلتم تمارسون الصمت وإن تكلمتم لا حول لكم ولا قوة، ولا اثر ولا تأثير؛ يكفيكم كلاما وبيانات لا تشبع جياع غزة، وغير قادرة على إعادة الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل للحياة، وليس لديها القدرة بتاتا على ادخال شاحنة مساعدات واحدة للقطاع المحاصر دوم موافقة الجلاد.
فيا بنية، لا تقفي كثيرا، ابتلعي أحزانك، انهضي كالعنقاء من تحت الهدم والقتل والرماد، فالجيران ماتوا، والأطفال التي كنتي تلعبون معهم في الحارة غابوا، والزقاق تغير شكله، فقد استوت البيوت بالأرض، ولم تعد تفرق بين بيوت الجيران، لا تبحثين عن بيت عمك وخالك وجدك، لن تجدِ أحدا باستثناء طائرات في السماء تلقي حمولتها من قنابل الموت.
هناك في غزة، استبقوا شهر رمضان الفضيل، فالكل صيام، جوع وعطش وحصار وقصف وقتل وابادة، في غزة لن ينظروا للسماء لمراقبة هلال الشهر الفضيل؛ فالسماء تعج بطائرات الموت، وهم وحدهم بخلاف بلاد كل المسلمين بدأوا شهر الصوم مبكرا، فهناك في غزة يصوم الشيخ والمرأة الحامل والطفل الذي لم يبلغ الحلم، والمريض والكهل، هناك لا طعام ولا شراب وإنما فتات الأرض، هناك يموت الطفل والشيخ جوعا، وتجف الحناجر عطشا، وتنتشر الأمراض.
في غزة، لا موائد افطار تفرش على مد البصر، ولا وجبات سحور، بخلاف باقي الصائمين الذين يستحضرون انواع مختلفة من وجبات الطعام والعصائر وغيرها، في غزة شعب صامد منهم مسلمون يصومون الشهر الفضيل، ولا يجدون لقمة يفطرون بها، فيواصلون الصوم المتواصل بلا توقف.
في غزة لا مسافة بين النجاة والموت؛ فالفاصل الزمني فيد شعرة، فمن لا يستشهد قصفا، يستشهد قنصا، ومن لا يموت جريحا يموت صابرا جائعا عطشا، ومن يكتب له النجاة يكون مصيره غياهب السجون.
هناك في غزة اساطير تتجلى، ومقاومة لن تموت، وشعب صابر منذ 5 أشهر واكثر؟، وأمة تناظر وتتفرج، وعالم فقد انسانيته يشاهد أطفالا تموت جوعا ولا يتحرك، هناك في غزة جاء رمضان باكرا، فسبق شعب غزة كل المسلمين بالصوم والتقرب الى الله.

الغد








طباعة
  • المشاهدات: 11809
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-03-2024 09:03 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم