12-03-2024 09:48 AM
سرايا - للصوم تأثير إيجابي على تركيز الطلاب وقدرتهم على الاستيعاب على خلاف ما يعتقد معظم الناس، وتؤكد دراسات وبحوث علمية أن الامتناع عن الأكل لمدة طويلة نسبيا يزيد طاقة التلميذ الصائم على التحمل.
وتقول المتخصصة النفسية كاترين البطل إن الراحة النفسية والسكون والصبر والتركيز القوي والشعور بالسعادة تتحقق جميعها مع بدء الصوم بطريقة سليمة.
وتوضح أنه في حال شعور الطفل بالجوع يمكن إلهاؤه بواجباته المدرسية لينشغل بها عن الطعام.
تحمل المسؤولية
وترى البطل أنه إذا استطاع الطفل تحمّل مشقة الصيام فإن هذا يعزز نظرته إلى نفسه بسبب صبره طوال النهار وكونه أصبح كبيرا وقادرا على تولي المسؤولية، إذ "لم يعد طفلا ما دام يقوم بالأعمال التي يقوم بها الكبار"، وفق تعبيرها.
تجربة مميزة
وتشير إلى أن الأطفال يجدون في الشهر الكريم تجربة مميزة تجعل منه مناسبة أشبه بالعيد، لكنه يمتد لفترة أطول من العيد المتعارف عليه، إذ تجتمع فيه العائلة على ما لذ وطاب من طعام وحلويات.
مشاركة الأطفال في خطط رمضان
وتنصح البطل الأهل بأن يجعلوا أطفالهم يشاركونهم كل الخطط المرسومة لهذا الشهر، سواء في إعداد مائدتي الإفطار والسحور أو الخروج في الزيارات العائلية أو غيرها من المواعيد، لأن إشراكهم سيعزز فهما أفضل لخصائص رمضان، ويسمح لهم بالانسجام مع التغييرات التي تواكب الشهر الكريم.
تأثير الصيام على الأداء الدراسي للأطفال
وتقول البطل إن "شهر رمضان مناسبة لنصنع للطفل أجمل الذكريات التي تمنحه القوة، فالإرادة هي صنع القرار، أما قوة الإرادة فهي القدرة على مواجهة الصعوبات وتخطيها نحو النجاح".
هل يؤثر الصوم على الدراسة والتركيز لدى الطلاب؟
تؤكد البطل أن الصوم عموما لا يؤثر في استيعاب الطفل أو في قدراته العقلية، إذ "من المعروف أن التركيز الذهني الذي يعتمد على الغذاء المستمر من السكر للمخ لا يتأثر، لأن الجسم يحتوي على نظام متوازن من الغدد الصماء، والكبد يحافظ على ثبات نسبة السكر في الدم، وبالتالي فإنه يكيف نفسه من حيث تخزين السكر أو تكسير مخزونه بحسب حاجة الجسم".
وحسب البطل، فإنه يجب تجنب إرهاق الطفل أثناء الصيام، إذ يفضل بعد عودته من المدرسة أن يأخذ قيلولة بسيطة قبل الإفطار، وعدم النوم مباشرة بعد السحور.
كيف يحسّن الصيام الأداء الأكاديمي للطلاب؟
ووفق تقرير نشره موقع "ذا ناشيونال نيوز" (Thenationalnews) عن التأثير الإيجابي لصوم رمضان في التحصيل الدراسي للطلاب -ولا سيما على صعيد الامتحانات المدرسية- يقول الأستاذ في التاريخ الاقتصادي بجامعة كولونيا الألمانية إريك هورنونغ إنه تفاجأ بالنتائج النهائية للطلاب الذين يلتزمون بالصوم، إذ كان أداؤهم الأكاديمي أفضل بكثير من سواهم، بل حققوا نتائج مبهرة.
ويشير هورنونغ إلى أنه لدى استخدام بيانات "تيمس" (Timss) عن اتجاهات النظم العالمية في دراسة الرياضيات والعلوم وطرق تدريسها والتطبيق العملي لها اكتشف الباحثون أن زيادة نسبة ساعات الصوم لدى الطلاب في رمضان بمقدار 1.25 ساعة فقط أدت إلى تحسن نتائج اختبارات الرياضيات والعلوم بنحو 11%، فيما لم يتم العثور على مثل هذه النتائج في البلدان غير الإسلامية.